استعادت ألعاب القوى الوطنية بعض من كبريائها بعد تتويج عبد العاطي إيكيدير بذهبية 1500 متر في منافسات بطولة العالم لألعاب القوى التي تحتضنها تركيا، وكذلك حصول العداءة مريم العلوي السلسولي على فضية المسابقة ذاتها لدى السيدات. وتوج عبد العاطي إكيدير باللقب بفضل سرعته النهائية بعد أن اجتاز خط الوصول محققا توقيت 3د و34,10 ث فيما نال التركي من أصل كيني إلهام تانوي أوزبيلن الميدالية الفضية بزمن 3 د و34,76 ث وآلت النحاسية للإثيوبي ميكونين جيبريميدم بتوقيت 3 د و34,89. وهذه ثاني ميدالية لإيكدير في بطولة العالم داخل القاعة بعد فضية الدوحة عام 2010 ليرتفع رصيد المغرب في تاريخ مشاركاته في بطولة العالم داخل القاعة بذهبيته وفضية مريم االعلوي السلسولي إلى 17 ميدالية منها ست ذهبيات وخمس فضيات وست نحاسيات. وقام إكيدير بسباق تكتيكي جيد عندما تحكم في إيقاع السباق منذ البداية ليتقدم القافلة حتى ال1000 متر قاطعا المسافة في 2د و39,20 ث وحتى عندما تولى التركي من أصل كيني التقدم للأمام في آخر 500 متر ظل ابن ورزازات ملتصقا بثنائي المقدمة رغم المضايقات والدفع القوي في آخر 200 متر لكنه تجاوز كل تلك العوائق وانطلق كالسهم في آخر 50 متر. وبات إيكيدر رابع عداء مغربي يتوج بطلا للعالم داخل القاعة بعد سعيد عويطة في 3000م (1989) وهشام الكروج في 1500م (1995 و1997) و3000م (2001) وحسناء بنحسي في 1500م (2001). وقال إيكيدير «أشكر الله أن وفقني لأداء سباق قوي رغم المضايقات التي تعرضت لها من دفع في آخر السباق لكني تمكنت من تحقيق ذهبية كان المغرب ينتظرها وهي تتويج لعمل شاق وتحضير جدي». وأضاف:»أتمنى أن يشكل هذا التتويج حافزا لكي أكون في أفضل حالاتي في الألعاب الأولمبية المقبلة بلندن حيث أتمنى أن أتمكن من التتويج بلقب أولمبي ينقص خزينتي». وتابع:»هشام الكروج بطل كبير ارتبط اسمه بمسافة ال1500 متر طويلا وإن أراد الله سأعمل لأن أخلفه على مستوى الألقاب والبطولات». بمقابل فرحة وتتويج إكيدير الذي جعل النشيد الوطني يعزف في فضاء قاعة أتاكوي بإسطنبول ساد ذهول وصدمة كبيرة لدى العداء أمين لعلو الذي أخفق من جديد في استحقاق عالمي باحتلاله للمركز التاسع والأخير بزمن 3 د 49,14 ث. وكانت البطلة السلسولي قد أكدت عودتها القوية للساحة الدولية بفوزها بفضية 1500متر بزمن 4 د و7,78 ث بعد فترة توقيف لمدة سنتين من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي كان قد أبعدها من نهاية سباق 1500متر في بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى في برلين يوم 22 غشت 2009 على خلفية ثبوت تعاطيها لمادة منشطة محظورة (الإرتروبوتين) وهي الفترة التي انتهت يوم 21 غشت الماضي. وفازت بالميدالية الذهبية الإثيوبية كانزيبي ديبابا (4د و5ث و78/ 100)٬ فيما كانت الميدالية النحاسية من نصيب التركية آسلي ساكير ألبكين (4د و8ث و74 /100) وهذه هي الميدالية الثانية للسلسولي (28 سنة) في بطولة العالم داخل القاعة بعد نحاسية 3000م في مونديال بلنسية 2008 وسجل عزيز أوهادي إنجازا كبيرا ببلوغه السباق النهائي لمسافة 60 متر الذي كانت ختام منافسات اليوم الثاني لكنه لم يتمكن من مجاراة إيقاع باقي الأبطال ليحل سادسا بتوقيت 6,72 ث بينما آلت الميدالية الذهبية للأمريكي جوستين غاتلين الذي قطع مسافة السباق في توقيت 6,46 ث متقدما على الجمايكي كارتر نيستا 6,54 ث والبريطاني شامبرز دوين 6,60 ث. يذكر أن مليكة عقاوي أقصيت من سباق 800 متر منذ الدور الأول بعد أن حلت خامسة في سلسلتها رغم أنها سجلت أفضل توقيت داخل القاعة هذا العام كما خرجت سهام الهلالي من الدور الأول باحتلالها للمركز الرابع بسلسلتها بتوقيت بطيء. ويحصل كل فائز بلقب مسابقة فردية على مبلغ 40 ألف دولار ونصف المبلغ لصاحب المركز الثاني و10 ألاف دولار لصاحب المركز الثالث على ان يحصل المحتل للمركز السادس على 4000 دولار.