في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ تعيين عبد الإله بنكيران على رأس الحكومة زار أول أمس الثلاثاء وفد يضم قياديين من جماعة العدل والإحسان بيت رئيس الحكومة من أجل تهنئته على إعادة انتخابه أمينا عاما للعدالة والتنمية. وكشف مصدر حضر الزيارة، التي لم تتعد مدتها 30 دقيقة، أن رئيس الحكومة عبر لقياديي الجماعة بأن باب الحوار مفتوح أمامهم في أي وقت وبالنسبة لأي موضوع. فيما اعتبرت بعض المصادر أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها العدل والإحسان هي بمثابة جس نبض حول مدى جدية الدولة في فتح باب الحوار مع الجماعة. غير أن مصادر أخرى أدرجت مبادرة العدل والإحسان في سياق نوع من الهدنة تجاه حكومة عبد الإله بنكيران. وأكد المصدر ذاته أن أعضاء مجلس الإرشاد الثلاثة، فتح الله أرسلان وأبو بكر بن الصديق ومحمد حمداوي، نقلوا إلى رئيس الحكومة تهاني مرشد الجماعة عبد السلام ياسين بانتخابه ولاية ثانية على رأس الحزب، مضيفا أن الحوار شمل مواضيع عامة وتبادل عبارات المجاملة، التي عادة ما تستعمل في مثل هذا النوع من الزيارات دون أن يمتد الحديث إلى الفتور الذي أصاب العلاقة بين الطرفين منذ تولي الحزب رئاسة الحكومة. وبخصوص سؤال حول عدم زيارة الجماعة لبنكيران بعد تعيينه رئيسا للحكومة، رجح قيادي العدالة والتنمية أن تكون جماعة العدل والإحسان قد تأكدت أن المسار الذي سلكته الحكومة من خلال الإصلاحات ومحاربة الفساد يستحق على الأقل الاحترام. وفي سياق متصل، أكد حسن بناجح، مدير مكتب الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، أن وفد الجماعة لم يزر بنكيران بصفته رئيسا للحكومة وإنما بصفته أمينا عاما انتخب على رأس العدالة والتنمية. وأكد بناجح في اتصال مع «المساء» أن الطرفين تحدثا خلال الزيارة بشكل عام عن المرحلة الدقيقة التي تمر منها البلاد، مضيفا أنهما لم يناقشا أي ملف خاص خلال اللقاء الذي تناول تبادل عبارات المجاملة العامة المعمول بها في هذا النوع من الزيارات. وأشار المصدر ذاته إلى أن زيارة جماعة العدل والإحسان «تأتي انسجاما مع سلوك ثابت لديها تجاه كل الأحزاب في المناسبات المماثلة، لإيمانها العميق بأهمية التقارب والحوار في بناء عمل مشترك بين مكونات البلد الواحد يضمن المستقبل المستقر مهما كان الاختلاف أو التقارب المرجعي». من جانبه، أكد محمد ضريف أن الجماعة زارت بنكيران باعتباره أمينا عاما للعدالة والتنمية وليس رئيسا للحكومة، بخلاف دعوة بنكيران الجماعة إلى الحوار الصادرة عنه بصفته رئيسا للحكومة. وأضاف ضريف في اتصال مع «المساء» أن الجماعة تسعى إلى التمييز بين بنكيران كرئيس للحكومة وأمين عام لحزب العدالة والتنمية. وأكد ضريف على أن الجماعة تدرك أن ملفها أكبر من الصلاحيات التي يملكها بنكيران، وبالتالي لن تنساق إلى أي حوار معه لتتناقض مع نفسها على خلفية الرسالة السابقة التي وجهتها إلى الأمانة العامة للحزب.