أفادت بعض المصادر بأن عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، يواصل ترتيباته من أجل ضمان الاستمرار في قيادة الحزب، الذي سيعقد مؤتمره في يناير المقبل، لولاية ثالثة، ضدا على القوانين الداخلية للحزب. فبعد تعبيره عن رغبته في الاستمرار في القيادة أمام اللجنة التنفيذية، التي بقي أعضاؤها يتابعون بتحفظ مساعي أمينهم العام، واقتراحه تعديل القانون الداخلي الذي يمنع استمراره على رأس الحزب، ذكرت مصادر «المساء» أن عباس الفاسي لجأ، في خطوة ثالثة، إلى المفتشين الجهويين من أجل إعدادهم لدعمه في المؤتمر المقبل، الذي من المنتظر أن يزكي استمراره في قيادة الاستقلاليين. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الأمين العام لحزب الاستقلال بعد اقتراحه تغيير النظام الأساسي للحزب الذي يمنع استمراره في القيادة لولاية ثالثة، عقد خلال الأسبوع الماضي اجتماعا مع مختلف المفتشين الجهويين من مختلف مناطق المغرب بمقر حزب الاستقلال بالرباط. وخلال هذا الاجتماع «رسم عباس الفاسي معالم الخطة التي سيتبعها من أجل ضمان الفوز بولاية ثالثة على رأس الحزب»، تقول مصادر «المساء»، والتي تضيف أن «هذا الأخير طلب من المفتشين الجهويين أن يستعدوا للمؤتمر ويعدوا جميع القواعد من أجل الهتاف باسم وحيد هو اسمه خلال مرحلة انتخاب الأمين العام». وكان عباس الفاسي أكد خلال تصريحات صحفية مختلفة عدم ترشحه لولاية ثالثة خلال المؤتمر المقبل للحزب. وبرأي مصادر حزبية، فإن «الفاسي لن يترشح بالفعل، لكنه عمل على ألا يترشح أي مرشح آخر لرئاسة الحزب ليترك المجال لأصوات المفتشين الجهويين وقواعد الحزب، التي «تم تلقينها» ما ستفعله خلال المؤتمر». وأكدت المصادر ذاتها أن الفاسي «طرح بصورة واضحة استراتيجيته وخطته لضمان الفوز بولاية ثالثة، وهي ترتيب وتهيئ القواعد، عن طريق المفتشين الجهويين، من أجل الهتاف باسمه ومطالبته بالاستمرار في قيادة الحزب، على الرغم من عدم ترشيحه للمنصب». ووصفت مصادر «المساء» خطة عباس الفاسي ب«السينمائية، حيث سيتكرر مشهد رفضه الأولي للاستمرار في المنصب، لكنه سرعان ما سيذرف الدموع وينصاع لطلب الجماهير التي تصفق له وتدعوه لقيادتها للمرة الثالثة على التوالي». إلى ذلك، يقف أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على خط الحياد من مساعي أمينهم العام الراغب في الاستمرار في منصب القيادة. وعلى الرغم من رفض عدد كبير من أعضاء المكتب لاستمرار الفاسي لولاية ثالثة، فإنه لم يظهر أي اسم منافس له إلى حد الآن. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن «الاستقلاليين ليسوا ضد الفاسي ولكنهم ضد الطريقة التي يسعى بها للبقاء ضدا على قوانين الحزب، وأيضا ضد الجمود الذي يعيشه الحزب في ظل الانتعاشة التي تعرفها الساحة السياسية، والحركية التي تعيشها مختلف الأحزاب».