بدأ السباق بين الوزراء الاستقلاليين في حكومة عباس الفاسي نحو احتلال مكان لهم في اللجنة التنفيذية للحزب خلال المؤتمر الخامس عشر المقبل، وأفادت مصادر مطلعة من الحزب بأن الوزراء كريم غلاب، وتوفيق احجيرة، وياسمينة بادو، وعبد اللطيف معزوز، وعبد الكبير زاهود، بدؤوا من الآن في الركض نحو حجز مقاعد لهم في أعلى هيئة تقريرية في الحزب، على بعد أقل من ثلاثة أشهر عن موعد المؤتمر المقرر في يناير المقبل، بعدما أجل مرتين. وقالت المصادر إن حميد شباط، عمدة مدينة فاس، الذي روج لنفسه جيدا في الفترة الأخيرة، من المرشحين لكي يكون في اللجنة، إلى جانب البرلمانية خديجة الزومي. ويبدو أن المؤتمر الخامس عشر لحزب الميزان، الذي تأجل أكثر من مرة بسبب خلافات داخلية حول تشكيلة اللجنة التنفيذية القادمة بالخصوص، مرشح ليشهد مراشقات وموجات غضب، على خلفية تسابق الوزراء الاستقلاليين على نيل العضوية داخل اللجنة المشار إليها، إذ تفيد ذات المصادر بأن هناك توجها في الحزب يرفض حصول بعض الوزراء، المحسوبين على الحزب، على عضوية اللجنة، بسبب كونهم التحقوا بحزب علال الفاسي في اللحظة الأخيرة من أجل الحصول على مناصب وزارية، ولا علاقة لهم بالحزب. وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يتعرض الحزب للانفجار في حال قبول ترشيحات هؤلاء الوزراء، لأن تلك الترشيحات تفتقد الأساس القانوني، حيث يقضي قانون الحزب بأن المرشح للجنة التنفيذية ينبغي أن يكون قد انتخب ثلاث مرات متتالية لعضوية المجلس الوطني للحزب، وهو الشرط الذي لا يتوفر في الوزراء الجدد الذين انخرطوا في الحزب لنيل غطاء سياسي من أجل دخول الحكومة. ونفى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، شيبة ماء العينين، وجود أي تسابق بين الوزراء الاستقلاليين على اللجنة التنفيذية، واعتبر ما يشاع «غير صحيح»، نفس الخلاف مرشح للحصول على خلفية رغبة بعض الأطراف داخل الحزب في إعادة منصب نائب الأمين العام، بعد إلغائه في المؤتمر السابق عندما كان محمد الدويري آخر نائب في عهد قيادة امحمد بوستة للحزب. وكانت مصادر حزبية قد ذكرت في السابق أن عباس الفاسي اقترح على امحمد الخليفة، العضو القيادي البارز، منحه منصب نائب الأمين العام خلال المؤتمر القادم، ربما في محاولة لدفعه إلى تغيير موقفه من منح عباس ولاية ثالثة على رأس الحزب. وفي اتصال بالخليفة، نفى أن تكون هناك أي صفقة من هذا النوع بينه وبين الأمين العام، وقال: «أنا رفضت خرق القانون الداخلي للحزب أو تغييره لمنح ولاية ثالثة لعباس، فكيف أقبل أن يتم تغييره لصالحي لكي أحصل على منصب نائب الأمين العام؟»،.