شرع بعض المحسوبين على عباس الفاسي في توحيد صفوف الاستقلاليين داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر 15 حول بند تاريخي يقضي لأول مرة بإمكانية منح الأمين العام ولاية ثالثة على رأس الحزب شريطة أن يكون وزيرا أول، وبذلك يكون عباس الفاسي أول من يحظى بهذا التتويج داخل الحزب، وأضافت مصادر متطابقة أن البند الجديد تم تداوله في آخر اجتماع للجنة التحضيرية بين صفوف المناضلين في شكل ورقة غير رسمية. "" وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه من المستبعد في الوقت الراهن الحديث عن مدى نجاح عباس الفاسي في حصد ولاية ثالثة مادام أن اللجنة التحضيرية لم تحسم بعد في قانونها الداخلي مع العلم أنها ستعقد اجتماعا بهذا الخصوص نهاية الأسبوع الجاري. وكان عباس الفاسي قد قال، في اجتماعه مع الشبيبة الاستقلالية، إنه عمل على احترام جميع قوانين الحزب منذ توليه قيادة سفينة الحزب منذ تسع سنوات الأمر الذي يعفيه – حسب قوله – من سماع دروس أي أحد، الأمر الذي اعتبر رسالة واضحة إلى محمد بوستة الذي كان ينادي رفقة مجلس الرئاسة بضرورة احترام المنهجية الديمقراطية داخل الحزب. وذكر مصدر من داخل اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال )بخلاف المصادر السابقة) أن الطريق باتت معبدة أمام الوزير الأول من أجل حصد الولاية الثالثة خاصة بعدما نجح في إغراق اللجنة التحضيرية بالأنصار في وقت كان فيه مجلس الرئاسة ينادي من خلال الرسالة التي بعثها إلى الوزير الأول بضرورة تحديد عدد أعضاء اللجنة التحضيرية في 120 عضوا، 40 منهم ضمن المجلس الوطني و 80 آخرون يتم انتخابهم في إطار التمثيلية الموزعة بين جميع الأقاليم. وإذا كان عباس الفاسي قد سجل أكثر من هدف في مجلس الرئاسة في أكثر من محطة، فإن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للشبيبة حيث من المنتظر أن تعقد يوما دراسيا تحدد بالموازاة معه موقفها من مسألة إعادة الثقة في شخص عباس الفاسي لولاية ثالثة، غير أن أكثر من مصدر قلل من أهمية ردة فعل الشبيبة على اعتبار أن أغلبية أعضائها نالوا حصتهم من "كعكة" الدواوين. إلى ذلك من المنتظر أن يزيد عمق هوة الخلاف بين عباس الفاسي ومجلس رئاسة الحزب في حال ما إذا نجح في حصد ولاية ثالثة على اعتبار أن المجلس اعتبر حتى وقت قريب مصدر التوجهات الكبرى للحزب، وأغلبية القرارات الحاسمة تتخذ باسمه غير أن صعود عباس الفاسي إلى رأس الحكومة صاحبه تهميش كبير لهذا المجلس الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول الغاية من استمراره في الوجود ما دامت قراراته التي تعارض عباس الفاسي تذهب سدى.