صادقت لجنة القوانين باللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس على مشروع يقضي بمنح الأمين العام للحزب، عباس الفاسي، الفرصة للترشح لولاية ثالثة على رأس الحزب في المؤتمر الخامس عشر الذي سيعقد أيام 11، 12 و13 يناير الجاري. وقالت مصادر مطلعة من اللجنة إن التعديل الجديد الذي أدخل على القانون الأساسي للحزب، والذي يمنح الأمين العام حق الترشح لولاية ثالثة، تمت المصادقة عليه بإجماع جميع أعضاء لجنة القوانين التي يرأسها سعد العلمي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وبذلك طويت صفحة الخلاف داخل حزب الاستقلال حول تمديد ولاية عباس الفاسي، التي أثارت في وقت سابق غضب بعض الاستقلاليين. إلا أن الصيغة الجديدة التي تم إدخالها على القانون الأساسي، حسب المصادر، لم تنص على التمديد بشكل مباشر، بل منحت للأمين العام حق ترشيح نفسه خلال المؤتمر لولاية ثالثة على رأس الحزب، إذ كانت الصيغة القديمة هي أن الأمين العام يمكنه ترشيح نفسه لولاية واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة، وعندما أثيرت قضية تمديد ولاية عباس الفاسي أضيفت إلى تلك الفقرة فقرة تقول إن الأمين العام في حالة تقلده لمنصب الوزير الأول «يمكن أن تمدد ولايته»، غير أن هذه الصيغة تم رفضها في المرحلة الأخيرة لأنها تمنع حق أشخاص آخرين في الترشح، وهو الأمر الذي لم يرض عباس الفاسي نفسه، حسب تلك المصادر، بسبب تخوفه من الانعكاسات السلبية لتلك الصيغة على صورة الحزب وصورته هو شخصيا، ليتم التوافق في اجتماع أول أمس، بعد نقاشات يوم كامل، على صيغة جديدة تقول إن الأمين العام «في حالة تقلده لمنصب الوزير الأول يمكنه أن يرشح نفسه لولاية جديدة». واستبعدت المصادر التي تحدثت إليها «المساء» تقدم منافس لعباس الفاسي بترشيح نفسه في المؤتمر في آخر لحظة، قائلة إن هناك إجماعا على هذه النقطة «وليس هناك بديل في الوقت الحالي لعباس الفاسي، رغم كل شيء». وعلمت «المساء» أن عباس الفاسي تطرق إلى موضوع الغاضبين في الحزب، الذين جمدوا عضويتهم منذ سنة تقريبا أو استقالوا من اللجنة التنفيذية، مثل عبد الحميد عواد وامحمد الخليفة ومحمد العربي المساري، وقال خلال الاجتماع إنه التقى بهم وإن الأمور «ستكون على ما يرام»، وهو ما فهم منه أن هناك مصالحة في الطريق قبيل انعقاد المؤتمر. وكشفت المصادر أن الخليفة يضع عينيه في الوقت الحالي على منصب المندوب السامي للمقاومة، مكان مصطفى الكثيري، الذي سيحال قريبا على التقاعد، ويريد تزكية من عباس الفاسي. وفي اتصال مع «المساء»، أكد امحمد الخليفة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الذي يقاطع اجتماعاتها واجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر منذ أزيد من عام، أنه سيرشح نفسه في المؤتمر لمنصب الأمين العام للحزب، وقال: «ترشيحي سيكون ترشيحا للإعلان عن عدم الرضوخ لتطويع القانون لخدمة أي كان»، وبخصوص اللقاء الذي عقده عباس الفاسي مع الغاضبين قال الخليفة إنه كان لقاء عاديا «والخلاف هو حول الرؤى والمواقف فقط، ونحن نتناقش لإيجاد حل لمستقبل الحزب بعد المؤتمر يكون أحسن من الوضع الحالي». أما محمد العربي المساري، فقد أنكر أي لقاء له بعباس الفاسي بخصوص موضوع استقالته من اللجنة التنفيذية للحزب، لكنه أكد أنه سيحضر المؤتمر، وأضاف في تصريحات ل«المساء» أنه استقال من اللجنة التنفيذية وليس من الحزب، وأن حضور المؤتمر حق له، قائلا: «إذا سقطت الصفة فإن الجنسية تبقى».