تنفس رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، الصعداء بعد انتخاب السيناتور الأمريكي باراك أوباما رئيسيا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية. تعجيل ثاباتيرو في التعريب عن فرحته بالانتصار الذي حققه أوباما لم يأت من فراغ، فرئيس الحكومة الإسباني عاش، ولمدة خمس سنوات تقريبا، في خلاف كبير مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بسبب موقفه من الحرب على العراق، واستعادته لجنوده الإسبان أسابيع بعد فوزره في الانتخابات التشريعية لسنة 2004. وسارع ثاباتيرو بتوجيه برقية تهنئة إلى الرئيس الجديد يقول فيها إن فوزه «سيفتح طريق الأمل والثقة لدى العالم خصوصا في أوقات الشدة وعدم اليقين التي نعيشها اليوم»، كما أشار في مؤتمر صحفي إلى أنه «صديق ومؤيد» للإدارة الأمريكيةالجديدة. وذكر ثاباتيرو أن «وصول أوباما إلى البيت الأبيض سيمثل نقطة تحول في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإسبانيا»، فيما أعرب الحزب الاشتراكي العمالي عن أمله في أن يساهم فوز أوباما في محو النظرة الدونية التي كان ينظر بها جورج بوش إلى ثاباتيرو، بعدما شهدت العلاقات الإسبانية-الأمريكية «عدم الانسجام والازدراء الذي عاقب به بوش ثاباتيرو خلال هذه السنوات»، حيث لم يكن بوش يرغب في لقائه طيلة فترة ولايته. وذكر وزير الخارجية ميغيل إنخيل موراتينوس يوم أول أمس أنه يشعر بغاية السرور لعدم لقاء ثاباتيرو بجورج بوش «لأسباب شخصية». من جهتها، ذكرت ليري باخين، كاتبة الحزب الاشتراكي الإسباني، أنها «مقتنعة» بعقد اجتماع قريب بين الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، ورئيس الحكومة الإسبانية،. وقالت باخين في تصريحات للتلفزة العمومية الإسبانية إنه «سبق للرئيس المنتخب للولايات المتحدة أن تعهد بعقد لقاء مع ثاباتيرو خلال الحملة الانتخابية». وأضافت ليري باخين أنه من الآن فصاعدا سيكون هناك «تقارب» بين الرئيسين، مشيرة إلى أن «الجميع يعرف أن العلاقات بين البلدين ستتغير»، وبالتالي فإنها على حد قولها ستعرف سيناريو جديدا للتقارب بين الدولتين». من جهته، فضل الحزب الشعبي الإسباني المحافظ في بيان له استعمال عبارات دبلوماسية اختيرت بعناية فائقة، معربا عن أمله في أن تكون العلاقات بين رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الجديد باراك أوباما وثاباتيرو «على أفضل وجه ممكن»، حتى تتمكن من فتح مرحلة جديدة في الحياة السياسية للبلدين. وكان الحزب الشعبي الإسباني أثناء قيادة رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار يراهن على سياسات جورج بوش في حربه على الإرهاب واحتلال العراق، وهو الموقف الذي أدى إلى معارضة أغلبية أفراد الشعب الإسباني له. بيان الحزب الشعبي الإسباني المعارض شدد على ضرورة «الحفاظ على علاقات مستقرة بين إسبانياوالولاياتالمتحدة» عبر «الثقة المتبادلة»، في خضم «التهديد العالمي، وظهور قوى جديدة، وصراعات إقليمية لم تحسم طبيعتها بعد، وخصوصا في ظل الأزمة المالية الدولية»، وهي التحديات التي تفرض نفسها على العلاقات الثنائية، يقول بيان الحزب الشعبي. وأعرب دبلوماسي إسباني ل»المساء» بخصوص طبيعة العلاقات الإسبانية-الأمريكيةالجديدة، أن تغييرات كبيرة سيشهدها قصر لامونكلوا الرئاسي الإسباني مع الإدارة الأمريكيةالجديدة، مؤكدا على أن «إسبانيا هي طرف مهم داخل منظمة حلف شمال الأطلسي، وبالتالي فلا يمكن تجاهل موقعها عكس إدارة جورج بوش». وأكد محدثنا اقتناعه بأن أوباما سوف يغير جدول أعمال السياسة الأمريكية مع باقي دول أمريكا اللاتينية والبلدان النامية والمتخلفة، كما أشار إلى أن أوباما حريص على إغلاق معتقل غوانتنامو وسحب القوات الأمريكية من العراق. «لقد كان لنا أمل كبير في انتصار أوباما حتى نسترجع مكانتنا الدولية بعد الاحتقار عوملنا به في عهد بوش. إنه أملنا الأسود»، يقول الدبلوماسي الإسباني.