ستنطلق أشغال لقاء مبادرة تحالف الحضارات بمدريد يومي 15 و16 يناير الجاري. اللقاء، الذي تقوده وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية بقيادة ميغيل أنخيل موراتينوس، ستختتم أشغاله شهرين فقط قبل موعد إجراء الانتخابات العامة الإسبانية، مما سيفيد إسبانيا في تقديم خطتها التي تهيئ لها منذ مدة من أجل إدماج أهداف المبادرة في سياستها الداخلية. قائمة المدعوين في اللقاء واسعة جدا، إذ تضم رؤساء دول، وفائزين بجائزة نوبل للسلام، وممثلين لمنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى كثير من المشاهير الذين يتصدرون المجلات الصفراء. كما أن الممثلة أنجلينا جولي، ستحضر بصفتها سفيرة للمفوضية الأممية للاجئين، وكذلك الممثل جورج كلوني، الذي يهتم كثيرا بالمبادرات الساعية إلى إيجاد حل للصراع الذي يعيشه إقليم دارفور. كما دعت الحكومة الإسبانية البلدان التي انضمت إلى المبادرة للمشاركة في أشغال هذا اللقاء. ووفقا لما تنتظره الخارجية الإسبانية داخل قصر سانتا كروز، فإن اللقاء سيكون دليلا على أن مبادرة تحالف الحضارات، من خلال المشروع الدبلوماسي الذي يسعى من خلاله خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو إلى اختبار استراتيجية السلم العالمي، ليس حلما متفائلا أو ساذجا، بل واقعا يتم تحقيقه بآليات وبجدول أعمال فعال. لكن الاهتمام الكبير والانشعال الرئيسي للحكومة الإسبانية انصب على ضرورة مشاركة وفد مغربي رفيع المستوى في اللقاء بقيادة وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري. مصادر من وزارة موراتينوس أصرت على «تأكيد حضور الفاسي الفهري في مدريد». «إن رغبة كلا البلدين هي مواصلة الحفاظ على مستوى الاتصالات في أسرع وقت ممكن»، تقول وزارة الخارجية الإسبانية، كما أنه داخل أشغال لقاء تحالف الحضارات «ستلاحظ طبيعة العلاقات التي تجمع البلدين»، تضيف المصادر. وحتى لا يخسر ثاباتيرو، منذ البداية، مشروعه حول تحالف الحضارات، الذي ترتكز أولى أهدافه على الحوار والتقارب بين الشرق والغرب، فإنه كان من الضروري، وبأي ثمن، أن يعود السفير عمر عزيمان إلى منصبه في مدريد، ولو كلف الأمر ثاباتيرو أن يبعث برسالة خاصة إلى الملك لم يعرف محتواها بعد. وبعودة عزيمان إلى مدريد، أياما قليلة قبل حضور الفاسي الفهري لمنتدى تحالف الحضارات، سيكون ثاباتيرو قد حقق رهانه ووضع حدا لأزمة استمرت أكثر من شهرين. بينما في المغرب، فإن «الخلاف مع إسبانيا حول موضوع سبتة ومليلية والجزر الجعفرية مازال قائما»، حسب ما قاله خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في تصريحه لبعض وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن «هذا الرجوع لم يلغ حقيقة هذا الخلاف الذي لم تتم تسويته».