قررت وزارة الخارجية عودة سفير المغرب في مدريد إلى مقر عمله فورا، وجاء ذلك في بيان مقتضب من ثلاثة أسطر بثته أمس وكالة الأنباء الرسمية يقول إنه «على إثر الزيارة التي قام بها للمغرب يوم ثالث يناير الجاري وزير الشؤون الخارجية الإسباني السيد ميغيل أنخيل موراتينوس, تقررت اليوم العودة الفورية لسفير صاحب الجلالة بمدريد إلى مزاولة مهامه». وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن السفير عمر عزيمان لم يبلغ بقرار وموعد عودته رسميا إلا بعد أن اطلع عليه في قصاصة لوكالة الأنباء الرسمية. وكان منتظرا أن يسافر عزيمان أمس إلى مدريد بعد مضي أكثر من شهرين على استدعائه للتشاور لمدة غير محدودة احتجاجا على الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وفيما لم يفصح البيان عن وجود أية شروط وضعها المغرب لعودة سفيره إلى مدريد، اكتفى بالإشارة إلى أن القرار اتخذ على إثر الزيارة الخاطفة التي قام بها ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني، إلى المغرب الأسبوع الماضي، وسلم خلالها إلى نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري رسالة من رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إلى الملك محمد السادس، ولم يكشف رسميا عن مضمون تلك الرسالة رغم أن الفاسي تعهد أمام الصحافيين بأن فحواها سيبلغ إلى الرأي العام بعد إطلاع الملك عليها. وحسب نفس المصادر، فقد كان مرتقبا أن يستقبل الملك محمد السادس وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري قبل سفر هذا الأخير إلى مانهاست، ويسلمه رسميا رسالة رئيس الوزراء الإسباني، وعلى إثر ذلك يصدر قرار عودة السفير رسميا، لكن مفاوضات مانهاست عجلت بصدور قرار العودة بشكل مباغت، رغم أنه كان قد اتفق عليه رسميا أثناء لقاء الفاسي وموراتينوس الخميس الماضي بالرباط. وفي ما يخص شروط عودة السفير المغربي إلى مدريد، فسر مراقبون استعمال البيان صيغة «العودة الفورية» بأن المغرب لم يضع أية شروط لتلك العودة، وهي نفس الصيغة التي استعملت عند اتخاذ قرار عودة السفير المغربي بدكار قبل أيام، إلا أن بيان عودة السفيرين المغربي والسنغالي إلى مقري عملهما كان مشتركا بين الخارجية المغربية والسنغالية، على اعتبار أنهما يتحملان مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه كلا الجانبين في إدارة تلك الأزمة.