تقاطرت عشرات الشكايات من مالكي منازل في المدينة القديمة بالدار البيضاء، يوم الجمعة الماضي، على مقاطعة سيدي بليوط، يشيرون فيها إلى أن منازلهم مهددة بالانهيار، فيما تحدثت أنباء عن حالة هلع وسط السكان خوفا من انهيار منازل أخرى. وحسب مصادر «المساء»، فإن عدد هذه الشكايات الخاصة بمنازل آيلة للسقوط فاق بكثير العدد المدرج في التقارير الرسمية، والتي تشير إلى أن عدد المنازل المهددة بالانهيار في المدينة القديمة هي 66 بناية فقط. وأكدت المصادر ذاتها أن اجتماعات مكثفة انعقدت على مستوى مقاطعة سيدي بليوط، طيلة يوم الجمعة، لاتخاذ إجراء بشأن هذه الشكايات الكثيرة التي تقاطرت على المقاطعة، علما بأن مالكة أحد المنازل المنهارة في المدينة القديمة، ليلة الأربعاء/الخميس الماضية، أكدت أنه سبق لها أن قدمت شكاية شفوية إلى السلطات المحلية بشأن أشغال إصلاح كانت تجري بمنزل مجاور لها وتسببت في انهيار المنازل الثلاثة بالمدينة القديمة، علما بأن هذه المنازل لم تكن مدرجة أصلا في قائمة الدور الست والستين المهددة بالانهيار. إلى ذلك، كشفت مصادر عليمة أنه حدث ارتباك كبير في التقارير الخاصة بوضعية المنازل الآيلة للسقوط والمشاريع الخاصة بتأهيل المدينة القديمة، والتي قُدِّم بعضُها إلى الملك في زيارته للمكان، ففي الوقت الذي تمت فيه الإشارة إلى أن عدد المنازل المهددة بالانهيار في المدينة القديمة والمتعين هدمها هو 66، كانت لجنة من مصلحة التعمير في مقاطعة سيدي بليوط قد أكدت، سنة 2006، أن عملية إحصاء جميع المنازل الآيلة للسقوط حددت عددها في 416، كما تم إشعار مالكيها بضرورة القيام بالإجراءات اللازمة، لكن هؤلاء رفضوا بسبب مبررات كثيرة، من بينها مشاكل تعدد المكترين داخل المنزل الواحد. وأضافت المصادر نفسها أنه إثر تقديم هذه الإحصائيات، تم إحداث لجنة مختلطة ضمت مؤسسات عمومية معنية بالمشكل، بينها الوكالة الحضرية للدار البيضاء الكبرى، حيث عقدت هذه اللجنة 10 اجتماعات وتفقدت حالة 47 منزلا فقط قبل أن تتوقف عن العمل. كما ذكرت مصادر «المساء» أن الاختلاف في الأرقام المعروضة شمل المبالغ المالية المخصصة لمشاريع تندرج في إطار خطة إعادة تأهيل المدينة القديمة، حيث اختلفت الأرقام المالية لبعض المشاريع كما تم عرضها أمام الملك عما ورد في البطاقات التقنية المعتمدة لهذه المشاريع. إلى ذلك، حضر امنحد العنصر، وزير الداخلية، يوم الجمعة الماضي، مراسيم تشييع ودفن جنائز بعض من ضحايا انهيار المنازل الثلاثة في المدينة القديمة، والتي جرت بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء. وحسب شهود عيان، فقد حل عدد كبير من رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة بالمكان، حيث أحاطوا بإحكام بوزير الداخلية لمنع المواطنين من التعرض له ومحاصرته على غرار ما حدث يوم الخميس عندما قاد وفدا رسميا في زيارة تفقدية للمدينة القديمة.