شركة (لا صوناداك) لا تتوفر على أي مخطط استراتيجي لحل معضلة المنازل المهددة بالانهيار بالمدينة القديمة أصيبت سيدة بجروح خطيرة في انهيار جزء من منزل متقادم تقطنه أربع أسر بعرصة بن سلامة بجماعة سيدي بليوط، بالدارالبيضاء، يوم الثلاثاء الماضي. حيث تم إخراجها من بين أنقاض المنزل المنهار بمساعدة المتطوعين من أبناء الحي وتم نقلها إلى مستشفى بن رشد لتلقي العلاج من جروح غائرة على مستوى الرأس. وزاد هذا الحادث من شدة الرعب بين سكان الحي، إذ تسبب في مغادرة البعض منهم لدورهم المهددة بالسقوط للإقامة في خيام من لبلاستيكية إلى جانب عائلات أخرى كانت قد خرجت من منازلها عقب انهيار أربعة منازل دفعة واحدة بنفس الحي في أواخر شهر نونبر من السنة الماضية، وهو الحادث الذي أسفر عن مصرع شاب في مقتبل العمر كان قد تطوع صحبة شبان آخرين لإنقاذ الضحايا الذين كانوا تحت الأنقاض، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 12 آخرين من بينهم ثلاثة أصيبوا بعاهات مستديمة. وقد فضلت العائلات المتضررة السكن في العراء في عز الشتاء والبرد القارس، على الاستمرار في السكن في بيوت لا تتوفر على أركان ولا دعامات أساسية، تشير جميع الاحتمالات إلى إمكانية تعرضها في أي لحظة للسقوط، لاسيما، وأن أغلبها تصدعت واعترتها الشقوق جراء تشبعها بمياه الأمطار القوية. وقد جاء هذا الحادث لينضاف إلى حوادث مأساوية أخرى شكلتها سلسلة من الانهيارات خلفت عددا من القتلى والجرحى بالمدينة القديمة، كان آخرها الحادث الذي وقع في منتصف الشهر الماضي حيث سقط منزل قديم يعود بناؤه إلى ثلاثينيات القرن الماضي تسبب في تشريد ستة أسر تبيت حاليا في الشارع. وتبقى وضعية مجموعة من الأحياء في المدينة القديمة، خاصة المجاورة لعرصة بن سلامة متشابهة من حيث خطورة المباني المتقادمة فيها، كبوطويل، درب المعيزي، درب عبد الله، كشبار، لابوت، ودرب السينغال، هذا الأخير الذي يعود بناؤه إلى بداية القرن الماضي، وقد اضطرت فيه عشرات العائلات للسكن بالساحة التي تتوسط الحي في خيام من الورق المقوى والبلاستيك، بعد أن غادرت منازلها خشية انهيارات جديدة قد تكون من بين ضحاياها. وكشف كمال الدساوي رئيس مقاطعة سيدي بليوط، عن غياب أي تصور لدى الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية (لاصوناداك)، بخصوص إعادة إسكان الأسر المهددة منازلها بالانهيار بالمدينة القديمة والتي يناهز عددها 9000 أسرة. وأضاف في تصريح لبيان اليوم، ان الاجتماع الأخير للجنة المشتركة بين ولاية الدارالبيضاء والعمالة والوكالة الحضرية ومقاطعة سيدي بليوط إضافة إلى الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية، تبين من خلاله أن شركة (لاصوناداك) لا تتوفر عن أي مخطط استراتيجي لحل معضلة المنازل المهددة بالانهيار بالمدينة القديمة، وأن احتياط هذه الأخيرة من الشقق لا يتجاوز 350 شقة. مبرزا في نفس الوقت، أن الأسر المتضررة من انهيار منازلها بعرصة بن سلامة وعددها 31 أسرة تم ترحيلها للسكن في حي النسيم، وأن السلطات المحلية حاليا منكبة على إعداد لوائح حسب الأوليات من خلالها ستتم إعادة إسكان 250 عائلة أخرى متضررة. وأفاد يوسف الودغيري عن الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية، بأن هناك شقين في مشروع إعداد وتهيئة مسجد الحسن الثاني، الشق الأول يتعلق بتهيئة المحج الملكي، فيما الشق الثاني مرتبط بالدور الآيلة للسقوط، مضيفا، أن الشركة، ووعيا منها بخطورة الموقف، قامت بتخصيص 350 شقة تستفيد منها الأسر المهددة منازلها بالانهيار بالمناطق التي تدخل في إطار تهيئة المحج الملكي، وذلك حسب الأولويات التي تحددها اللجنة القانونية التابعة لعمالة الدارالبيضاء. وشدد يوسف الودغيري في تصريح لبيان اليوم، على التزام الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية بإتمام المشروع المتعلق بتهيئة المحج الملكي وفقا الأهداف المسطرة فيه والتي من بينها ترحيل 12 ألف عائلة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن قرابة 2500 عائلة تم ترحيلها فعلا إلى المدينةالجديدة بحي النسيم.