أدى انهيار منزل متداعٍ للسقوط، متكون من أربعة طوابق بعرصة بن سلامة بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء صباح أمس الثلاثاء في الساعة السادسة، إلى تسجيل إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف مواطنين، رفع من عددها تأثر منزل مجاور له بالانهيار، فتهاوى جزء منه في السادسة والربع، وبعد ربع ساعة أخرى تساقطت أجزاء منزل ثالث مجاور لهما، فأسفر الحادث عن إصابة أكثر من 15 جريحا نقلوا إلى مستشفى مولاي يوسف، أربعة ولجوا قسم العناية المركزة في وضعية خطيرة، بينما تم نقل طفل إلى المستشفى الجامعي ابن رشد. ومن بين الضحايا الذين تم انتشالهم من بين الأنقاض من طرف عناصر الوقاية المدنية وتم نقلهم إلى المستعجلات لتلقي العلاج طفل يبلغ من العمر 14 سنة إضافة إلى عدد من المصابين، من بينهم شخص في السادسة والعشرين من عمره بالمنزل الثاني، وكذا امرأتان أصيبتا بكسر في الظهر والرجل على التوالي، إضافة إلى طفلة « 6 سنوات» ورضيع بالمنزل الثاني، تفاوتت درجة إصابتهم.في حين أن المنزل الأول كان خاليا من السكان إذ غادره كانه منذ سنة حيث يقطنون تحت خيمة بجواره، وفي السياق ذاته صرح لنا «كمال الديساوي» رئيس مقاطعة سيدي بليوط أنه جراء الأمطار يتكون هاجس بالنسبة لسكان المدينة القديمة على اعتبار أن غزارتها تؤدي إلى انهيار المنازل الآيلة للسقوط لكون جزء كبير منها تم تشييده في فترة الاستعمار بدون أية مواصفات تقنية وذلك لإسكان اليد العاملة التي كانت تتطلبها التنمية السريعة للمدينة، فأصبحت اليوم خطرا على ساكنتها. وأضاف بأن مشروع المحج الملكي كان فرصة لترحيل هؤلاء السكان إلى حي النسيم وإعادة تأهيل مركز المدينة عبر شق هذا المحج، وخلقت آنذاك «قرابة 20 سنة» شركة «صوناداك» وأعطيت لها أراضي شاسعة بكل من سيدي معروف ومركز المدينة والأراضي المحاذية لمسجد الحسن الثاني، وهو عقار ضخم لتمكين هذه الشركة من ترحيل السكان إلا أنه وبعد انصرام كل هذه المدة لم تفلح الشركة في ذلك، بل عملت على تكريس اللاأمن، وأصبحت المنطقة مرتعا للصوص والمشردين وفضاء للإجرام والتحرش والاغتصاب، وبقي الجزء الأكبر من الأحياء المعنية بالمحج الملكي عرضة للتساقط، حيث أن هذه الدور بقيت تتلاشى إلى أن وصلت إلى وضعية خطيرة تهدد سلامة السكان. ولقد سبق أن نبه رئيس المقاطعة، إلى هذه المعضلة غداة تقلده لمنصب المسؤولية، وكان الإنذار الأول حين تهاوى سقف إحدى الدور المحاذية للمقبرة اليهودية، محذرا من تداعيات تساقط الأمطار على المنطقة ومنبها «لاصوناداك» من مغبة التخلي عن مهمتها!؟