لقي رجل في عقده السادس، مصرعه صباح أمس الثلاثاء، بعد انهيار منزل بعرصة بن ابراهيم، في حي باب دكالة بالمدينة العتيقة لمراكش. وخلف انهيار المنزل، حوالي السادسة صباحا، حالة من الهلع والخوف في نفوس السكان القاطنين بعرصة بن إبراهيم، خاصة لدى قاطني الدور المجاورة للمنزل المنهار. وأفاد مصدر من عين المكان أن المنزل المنهار كانت تعتريه تصدعات عميقة، ما عجل بانهيار جزء منه، في الوقت الذي أصبح خطر الانهيار يهدد المئات من المباني السكنية العتيقة بالمدينة القديمة، بسبب تقادم البناء وهشاشته. وتتزايد خطورة احتمال حصول الانهيار مع اقتراب فصل الشتاء. وكانت التساقطات المطرية الغزيرة، التي شهدتها مراكش خلال السنة الماضية، على غرار باقي المدن المغربية، أدت إلى مجموعة من الانهيارات بدرب الحمام، وباب أيلان، وأحياء الزاوية العباسية، وبريمة، وبوسكري. ولم يقتصر مسلسل انهيار المنازل على المدينة العتيقة، بل امتد ليشمل بعض الأحياء الهامشية. وبالنظر إلى طبيعة البناء بالمدينة العتيقة، وتقادم المنازل، وفي غياب الإصلاح، والترميم المطلوب، تحولت العديد منها إلى بنايات قابلة للانهيار على رؤوس قاطنيها، خصوصا أن العديد منها صدرت في حقها قرارات إدارية بالهدم، إلا أن تفعيل هذه القرارات، يصطدم بالواقع المعيش لهذه الأسر الفقيرة، التي تفتقر للإمكانيات المادية من أجل البحث عن منازل آمنة. وتكتسي العديد من المنازل المهددة بخطر الانهيار، طابعا معماريا تراثيا، تستدعي معه أي عملية إصلاح أو ترميم أخذ هذا الجانب الأثري بعين الاعتبار من أجل المحافظة عليه، ما يطرح مشاكل عند محاولة ترميمها، حفاظا على الإرث المعماري للمدينة العتيقة ككل. يذكر أن حوالي 700 منزل بالمدينة العتيقة آيلة للسقوط ومهددة بالانهيار، ما يجعلها تشكل خطرا على أرواح العديد من الأسر الفقيرة.