كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء من ليلة أول أمس الخميس، حين تلقت مصالح الأمن التابعة لأمن أنفا، مكالمات عديدة من سكان المدينة القديمة، تفيد بخبر انهيار منزل يتكون من ثلاثة طوابق بزنقة الجامع، التي تضم أكثر من 20 منزلا آيلا للانهيار.وفور انتقال عناصر الأمن والوقاية المدنية إلى مكان الحادث، جرى إنقاذ امرأة وابنها، وامتنعت المرأة، التي أصيبت بجروح طفيفة، عن التنقل إلى المستشفى في حين نقل ابنها، الذي أصيب بجروح متفاوتة الخطورة، إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي يوسف بالدارالبيضاء. وحسب المعاينة التي باشرتها عناصر الأمن، فإن المنزل كان يبدو من خلال مظهره الخارجي مهددا بالانهيار في أية لحظة، وقد صرح أحد سكان المنزل أن مالكته تؤدي مناسك العمرة، وقد سبق لها أن توجهت إلى السلطات المعنية أكثر من مرة لتخبرهم بحالة المنزل، الذي يؤوي عددا من الأفراد، غير أن مصالح العمالة أخبرتها بأن حالة المنزل لا تستدعي التدخل وأنه لا يهدد سكانه. وقبل انتهاء تدخل رجال الأمن والوقاية المدنية، الذين انتقلوا على وجه السرعة إلى زنقة الجامع، علم لدى قاعة المواصلات بأمن أنفا خبر انهيار منزل آخر يتكون بدوره من ثلاثة طوابق، إذ سقط سقف الطابق الثاني متسببا في انهيار أجزاء كبيرة من المنزل الكائن قرب المقبرة اليهودية بالمدينة القديمة. ويقطن بالمنزل أربع عائلات في أربع غرف، وأدى الحادث إلى إصابة قاصر بكسر في الفخذ وصف بالخطير، في حين أصيب شخصان بجروح متفاوتة الخطورة. وسبق لسكان المنزل أن تقدموا بعدد من الطلبات لإصلاح وترميم الطوابق التي كانت آيلة للسقوط، غير أن السلطات لم تتدخل إلى غاية أول أمس حين انهار المنزل. وجرى إفراغ المنزلين المتضررين من جميع السكان، في انتظار حلول لجنة تقنية لإنجاز تقرير في الحادثين. يشار إلى أن عراقة، وقدم الأحياء بالمدينة القديمة، تحولت إلى نقمة حقيقية بالنسبة للكثير من سكانها، الذين يجدون أنفسهم في منازل عتيقة تختمر جدرانها بالماء مباشرة بعد سقوط أول زخة مطر.