للسيطرة على كلب يتبول محمدية بريس / محمد فجري عاشت مدينة الدارالبيضاء، مساء أول أمس الخميس، ليلة استثنائية بكل المقاييس. ليلة بطعم الخوف والرعب، إذ تحولت زنقة "جامع الشلوح" و"درب الجباص" بالمدينة العتيقة، إلى مسرح لجرائم اهتزت لها المدينة، وخرج على إثرها العشرات من سكان الأزقة من منازلهم، تعبيرا عن إحساسهم بالخوف وطلبا للأمان، إذ تجمهر العديد منهم أمام مقر الدائرة الأمنية الأولى بالمدينة القديمة. كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، حين هاجم أفراد عصابة إجرامية المنزل رقم 46 بزنقة سيدي امبارك، درب الجباص بالمدينة العتيقة، الذي يعود لعنصر أمني ينتمي إلى الشرطة السياحية، التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن أنفا بالبيضاء، في محاولة للاعتداء عليه، وثنيه عن ممارسة عمله بعد أداء متميز لفرقة المخدرات، التابعة للشرطة السياحية التي ينتمي إليها. وبعد حضور عناصر الأمن إلى المكان، في محاولة للدفاع عن زميلهم ،الذي كان خارج منزله، أبدى أفراد العصابة الأربعة المعروفين بسوابقهم القضائية والمتهمين بترويج المخدرات خاصة "القرقوبي"، والمدججين بالأسلحة والهراوات، مقاومة شرسة، مدعومين بكلب "بيتبول"، ما اضطر رجال الشرطة إلى طلب تعزيزات أمنية إضافية، بأمر من رئيسي كل من الشرطة السياحية والشرطة القضائية، وإطلاق 3 رصاصات على الكلب لشل حركته، والسيطرة على الوضع، بعد أن كادت الأمور تنفلت من أيديهم بفعل هيجان أفراد العصابة. ونتج عن هذه المواجهات إصابة الشرطي رشيد كاريت، 52 سنة، بكسر في يده اليسرى، نتيجة مطاردته لأحد عناصر العصابة، التي اعتقلت المصالح الأمنية 3 من أفرادها، هم (خ.خ)، 26 سنة، الملقب ب"توحيمة"، و(خ.م)، صاحب البيتبول، و(س.م). وما زال العنصر الرابع (خ.ع)، في حالة فرار، وصدرت في حقه مذكرة بحث. وذكرت مصادر "المغربية" أن أفراد هذه العصابة يعدون من أشهر مروجي المخدرات في المنطقة، وأصحاب سوابق عدلية. كما ذكرت المصادر ذاتها أنها ليست المرة الأولى، التي تحدث فيها مثل هذه المواجهات، رغم الحملات الأخيرة لرجال الأمن، التي ألقي خلالها القبض على مجموعة من المنحرفين. في الوقت نفسه، وقرب مسجد "ولد الحمرا"، بالحي ذاته، وقعت جريمة قتل، ذهب ضحيتها المدعو (ي.ح)، 24 سنة، على يد المدعو (ق.ع.ه)، 27 سنة، مروج مادة "السيليسيون" ومعروف بسوابقه القضائية. فبعد أن طلب الضحية من المتهم منحه علبة "سيليسيون" دون مقابل، رفض المتهم ذلك، فدخل الطرفان في مواجهة، انتهت بتوجيه المتهم (ق.ع.ه)، طعنتين للضحية (ي.ح) في القلب بسكين، فارق على إثرها الحياة. وبعد تنفيذ جريمته فر المتهم حاملا سكينه ملطخا بالدماء، وطارده حوالي 100 من سكان الحي، تعبيرا عن استنكارهم لفعله الجرمي، وصادف فراره مرور دورية لعناصر الشرطة السياحية لأمن أنفا، أثار أفرادها مشهد السكين الملطخ بالدم، فطاردته الدورية إلى أن ألقت القبض عليه، ونقل الضحية إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد، ليودع مستودع الأموات. وتجمهر أمام الدائرة الأمنية الأولى بالمدينة العتيقة عدد من المواطنين، ناشدوا السلطات بضرورة تكثيف حملات المراقبة والتمشيط، وملاحقة اللصوص، للحد من التدهور الأمني. يذكر أن الحملات التمشيطية، التي نظمتها مصالح الأمن بأنفا بالدارالبيضاء، أسفرت عن اعتقال عدد من المبحوث عنهم، المتهمين بالسرقة بالخطف، والتهديد تحت السلاح الأبيض، إضافة إلى ترويج واستهلاك المخدرات. وأوضحت مصادر "المغربية" أن الحملة يشارك فيها مفتش شرطة، تابع لإحدى الدوائر الأمنية، وحارس أمن بالزي المدني، و 3 عناصر من "البلير"، كما يشارك فيها عدد من الأجهزة الأمنية، كمصالح الشرطة القضائية، وعناصر الفرقة السياحية، وفرق الزي الرسمي، وعناصر الدوائر الأمنية التابعة لقطاع أمن أنفا. وتأتي هذه الحملات بعد تلقي رجال الأمن بالدارالبيضاء تعليمات ولائية لمباشرة حملات تمشيط غير مسبوقة بعدد من الأحياء والنقط السوداء، للتخفيف من حدة الجريمة، ووضع حد لنشاطات العصابات، التي روعت، لفترة، أمن المواطنين، وهددت سلامتهم.