عاشت مدينة أكادير، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ليلتين استثنائيتين بكل المقاييس، بطعم الخوف والرعب، وقضى السكان أوقاتا عصيبة، بفعل التساقطات المطرية الاستثنائية، التي شهدها المغرب، بصفة عامة، والمدينة بصفة خاصة، إذ غادر العشرات من السكان منازلهم، لإحساسهم بالخوف، وطلبا للأمان. وتسببت الأمطار الغزيرة على المدينة، مصحوبة برياح قوية، في وفاة شخصين بحي تاراست، في إنزكان، أحدهما جرفته مياه واد سوس، فيما توفي الآخر متأثرا بمياه الأمطار الغزيرة. وامتلأت مجموعة من الدور بالمياه، وجرى تنقيل عدد من الأسر المنكوبة إلى المركز التربوي الجهوي بإنزكان، ومنحت لهم أغطية، وزودوا بالمؤونة اللازمة، كما حوصرت مجموعة من الأحياء بالمدينة، وعطلت عدد من المصالح الحيوية، مثل سوق الجملة للخضر والفواكه الرئيسي بإنزكان، الذي تعذر على المتسوقين قضاء حاجياتهم الضرورية منه. بدورها عاشت تطوان، بين الواحدة صباحا، أول أمس الأربعاء، ومنتصف نهار أمس الخميس، حالة طوارئ في صفوف مختلف الجهات المتدخلة، بسبب التساقطات الطوفانية على المنطقة خلال هذه الفترة. وأدت الأمطار إلى زيادة حمولة سد النخلة بنحو 80 في المائة، حسب مصدر من مصلحة الأرصاد الجوية المحلية. وقال المصدر ل"المغربية" إن التساقطات الغزيرة أدت إلى ارتفاع منسوب الأودية، خاصة واد المحنش، الممتد على نحو 10 كلم، باتجاه مرتيل، مرورا بأحياء كرة السبع، والطوب، وعقبة الحلوف، حيث توجد المحطة الطرقية، التي لم يمض على إحداثها سوى بضع سنوات، ووصولا إلى حي كويلما، وحي الديزة، بمرتيل، الذي عاش سكانه ليلة سوداء، بفعل المياه، التي غمرت غالبية المنازل الموجودة على ضفاف الوادي.