أدت التساقطات المطرية إلى انهيار منازل عدة وانقطاع الطرق بامريرت وإيتزر، وفرضت العزلة على سكان عدد من المدن والقرى الأخرى، خاصة بمنطقة الغربمياه الأمطار شلت حركة المرور بسيدي قاسم (خاص) ونتج عن الرياح القوية، التي سجلت ليلة السبت الماضي، اقتلاع أسقف الدور الصفيحية، وسقوط بعضها، كما أدت إلى نشر الرعب بين سكان المنازل المهددة بالسقوط بالأحياء القديمة. كشفت فعاليات جمعوية أن المنازل القديمة، في عدد من المدن، مهددة بالانهيار وأن احتمال وقوع ضحايا بين سكانها وارد، فيما أشارت إلى سقوط منازل بعدد من القرى، خاصة المبنية بالطوب، أدت إلى ارتفاع عدد الأسر دون مأوى، فيما داهمت المياه الحقول، وبعض الأحياء في المناطق الحضرية، وأدت إلى إتلاف الأجهزة المنزلية، ومعاناة المواطنين في صد المياه. وأفاد امدياز الحاج، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة مريرت، التابعة لإقليم خنيفرة، في اتصال هاتفي ل "المغربية" أن منزلا انهار، صباح يوم الجمعة الماضي، وسط مدينة مريرت بحي المسجد القديم، ومن حسن الحظ أنه لم يخلف ضحايا في الأرواح، خصوصا أن بجانبه بقعة غير مبنية، تعد موقعا للعب للأطفال. وأوضح المتحدث أن صاحب المحل يسكن في هذا المحل في طابقه العلوي، أما الطابق الأرضي فيستغله كمحل للترصيص، فيما تدخل جيران وأصدقاء صاحب المحل لإخراج كل ممتلكاته، ونقلها لمنزل آخر، ليصبح في لحظة وجيزة دون مأوى ودون محل عمل. وعرفت المدينة، حسب المصدر نفسه، ليلة الخميس الماضي، هبوب رياح قوية وتساقطات مطرية غير معهودة، نتج عنها انقطاع التيار الكهربائي، وقضى السكان الليلة في ظلام دامس، ورعب شديد نتيجة الرياح العاتية. كما أشار إلى وجود مجموعة من المنازل الآيلة للسقوط في أية لحظة، ما يتطلب من المعنيين والجهات المسؤولة التدخل العاجل لتفادي سقوط ضحايا بين سكانها. انهيارات بحي المسجد وقال عبد النبي المحفوظي، (35 سنة) صاحب المنزل، الذي سقط بحي المسجد بمريرت، في اتصال هاتفي مع "المغربية" إنه لا يدري أين سيقضي بقية عمره، كما لا يتوفر على دخل قار يمكنه العيش بمنزل آخر، وطلب في تصريحه، من الجهات المحلية تقديم مساعدة تمكنه من ترميم منزله المتضرر. وبمدينة إتزر، التابعة لإقليم ميدلت، أدت الرياح القوية والأمطار الغزيرة، الخميس الماضي، إلى سقوط منزلين، بحي القصر القديم، ونتج عن التساقطات، التي عرفتها المدينة، انقطاع الماء الصالح للشرب، وكشفت مصادر "المغربية" أن ارتفاع منسوب مياه واد إيتزر، والرياح القوية أتلفت قنوات الماء، ويتطلب ترميمها، حسب المصادر نفسها، 15 يوما. وأفادت مصادر محلية أن سكان الأحياء القديمة، لم يذوقوا طعم النوم ليلتي الجمعة والسبت الماضيين، مخافة سقوط منازلهم القديمة، فيما تخلت بعض الأسر عن منازلها بسبب سقوط بعض أسقفها، التي تنذر بانهيارها عن آخرها في حالة استمرار رداءة أحول الطقس. أما في سيدي يحيى الغرب، فقد أغرقت مياه الأمطار شوارع المدينة، وحالت دون تنقل المواطنين، وبلغت حمولة واد سبو، حسب حميد هيمة، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي يحيى، مرحلة قصوى، إذ بدأت مياهه تتدفق من محطيه، وهدد خطره السكان المجاورين له، وداهمت المياه منازل عدة بحي الوحدة، وحي الفتح، وديور المخزن، ومؤسسات تعليمية، خاصة ثانوية ابن زيدون والثانوية الإعدادية ابن ياسين، التي تهدم أحد أسوارها. وأفاد مصطفى المودن، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، أن المياه غمرت عددا من الدواوير، وأشار إلى ارتفاع عدد السكان المتضررين بدوار الرزاكلة، حيث مازالت أسر عدة تحتمي بخيام بلاستيكية، بعد سقوط منازلها، خلال فيضانات فبراير 2009. وذكر المودن أن مواطنتين كانتا في حاجة لإسعافات أولية، ليلة الخميس الماضي، بسيدي سليمان بسبب الوضع، إذ أن الأولى عانت من تأخر تدخل رجال الوقاية المدنية، وكانت في حاجة إلى نقلها إلى المستشفى، فيما وضعت الثانية مولودها قبل الموعد المحدد له، وكانت حياتها مهددة، مشيرا إلى أن الخوف من الفيضان كان وراء الوضع قبل أوانه. وداهمت المياه، حسب المصدر نفسه، عددا من القرى بجماعة الخنيشات، خاصة أولاد عبد الواحد، وأولاد بوعزة، وأولاد برحيل، إلى جانب دواوير بجماعة الحوافات، التي سقطت بها أزيد من 10 منازل بسبب الأمطار. احتجاج بسيدي قاسم وأفادت مصادر جمعوية من سيدي قاسم أن عددا من المواطنين من دوار الشموشة، يهددون بتصعيد الاحتجاج، خاصة بعد تنظيمهم مسيرة، الثلاثاء الماضي، في اتجاه عمالة الإقليم، بسبب تفاقم الحالة المزرية، التي يعيشونها منذ فيضانات السنة الماضية، والتي أتت على الأخضر واليابس لأغلب سكان الدوار البالغ عددهم حوالي 600 فرد يقطنون في 82 منزلا، غالبيتها مبنية بالطين والطوب. وأفادت مصادر "المغربية" بميسور، أن الأوحال التي حملتها الرياح القوية، غطت شوارع المدينة، وهددت بسقوط بعض المنازل القديمة، فيما تواصل مجموعة من الأسر، التي شردتها فيضانات السنة الماضية العيش بالمآوي المؤقتة في انتظار المساعدة.