لقي 14 شخصا في حصيلة أولية مصرعهم نتيجة الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على مدن وأقاليم متفرقة ابتداء من الخميس 9 أكتوبر 2008، كما أدت هاته الأمطار التي بلغت مستويات قياسية ببعض المناطق إلى تشريد الآلاف، وتدمير دواوير بكاملها، وانهيار المنازل، والقناطر، وتخريب الطرقات، ومحاصرة المياه لمجموعة من المناطق، إضافة إلى جرف رؤوس الماشية، وتخريب الممتلكات. ففي إقليمالناظور، كما جاء في جريدة التجديد، أن مياه الفيضانات الآتية من الأنهار جرفت يوم الخميس ، 5 أشخاص، بينهم شاب في 13 من عمره، أكد مصدر مقرب منه أنه كان عائدا من السوق الأسبوعي بأزغنغان، كما جرفت المياه شابين وعمهما أثناء محاولات الإنقاذ، وآخر بمدينة العروي، وبإقليم بولمان، ذكرت الشبكة الإقليمية للنضال والتضامن الاجتماعي في تقريرها الأولي حول ما وصفته بالكارثة الطبيعية التي خلفتها فيضانات نهر شف شرق ونهر ملوية بإقليم بولمان وخاصة دائرة ميسور، أن الفيضانات أدت إلى وفاة أربعة أشخاص، وتشريد ما يفوق 20 ألف شخص، ومحاصرة عدة دواوير، مضيفة أن الفيضانات أدت إلى خسائر مادية تجلت في سقوط جميع المنازل، وانهيار قنطرة أكلي و3 قناطر أخرى، وذكر مصدر من ميسور، أن السكان اضطروا إلى المبيت بضريح سيدي بوطيب الموجود في مرتفع لم تصله الفيضانات كما أدت الأمطار إلى إتلاف الممتلكات، وجرف رؤوس الماشية والأبقار والأغنام، واكتساح المياه للمنازل في مشهد لم تعشه المنطقة من قبل، كما همت الخسائر انقطاع الطريق الوطنية الرابطة بين ميسور وميدلت، وبولمان وميدلت بسبب انهيار الجسور، هذا في الوقت الذي سجل فيه المواطنون والمواطنات المتضررين الغياب الشبه التام لتدخل الجهات المعنية. وبإقليمالراشيدية، ذكر مصدر مطلع ل''التجديد'' أن سيدة ورضيعا يبلغ ستة أشهر لقيا مصرعهما بعد أن جرفتهما السيول؛ جراء التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت منذ فجر الجمعة الماضي بإقليمالرشيدية. حيث عثر على جثة المرأة زوال يوم السبت بواد كير، فيما عثر على جثة الرضيع حسب المصدر ذاته، بعيدة عن جثة الأم بحوالي 40 كيلومترا، كما أدت التساقطات المطرية الطوفانية إلى هدم العديد من المساكن ببودنيب، واقتلاع عدد من أشجار النخيل، وحاصرت العديد من القصور والبنايات، إضافة إلى قطع محاور طرقية بسبب السيول، لاسيما بين الرشيدية وبوذنيب بسبب انهيار قنطرة الخنك على واد كير، إضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء، وأَضاف المصدر أن السكان ينظمون منذ الخميس الماضي تظاهرات احتجاجا على عدم تدخلات الجهات المسؤولة. وبمدينة فاس، لقي شخص مصرعه، فيما جرح ثلاثة آخرون لدى انهيار ستار واقي لمقهى بحي سيدي بوغالب بفاس، وذلك في أعقاب التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت، أمس الجمعة، على المدينة. كما غمرت المياه عددا من المنازل بمختلف أحياء المدينة، وانهار جزء من الطريق الواقعة بغابة ظهر المهراز إثر انجراف التربة جراء الأمطار. وفي السياق ذاته، ذكر مراسل ''التجديد'' أن مياه الأمطار غمرت مسجد السقلي بفاس أثناء صلاة الجمعة ( 10 أكتوبر 2008)، وأكد أحد الذين كانوا بالمسجد أن الإمام اضطر إلى تغيير خطبته عندما رأى المصلين يتململون ويبتعدون من أماكنهم، خوفا من أن يغمرهم الماء المتدفق عبر باب المسجد بشكل كبير. وأضاف المتحدث أن باب المسجد أصبح المنفذ الوحيد للماء الآتي من الشارع الذي أصبح بدوره عبارة عن بحيرة، مما أدى إلى غمر مجموعة من السيارات التي كانت واقفة على الرصيف بالماء. يذكر أن هذا الشارع لم يمض على إصلاحه وتزويقه سوى شهرين، لتأتي أمطار الخير وتفضح القائمين على المدينة ومدى صدقية الإصلاحات. وعلى الصعيد نفسه، غمرت مياه واد سبو المحطة الأولية للضخ، مما خلف أضرارا بليغة أدت إلى توقف أجهزتها ومنشآتها عن العمل، وقد ترتب عن ذلك نقص وتلوث الماء الصالح للشرب ببعض أحياء مدينة فاس وخصوصا الواقعة بالمرتفعات. وأفاد بلاغ لولاية جهة فاس بولمان توصلت ''التجديد'' بنسخة منه، أن الأعطاب التي أصابت المحطة جاءت نتيجة التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها الجهة يوم الجمعة المنصرم، مما أدى إلى حمولة مهمة واستثنائية على مستوى الواد، حيث سجلت في وقت الذروة 1400 متر مكعب في الثانية، بما يعادل 700 مرة أضعاف معدل الاستهلاك العادي لمدينة فاس. وعملت السلطات المحلية أول أمس الأحد على تعميم بلاغ لقسم الشؤون الداخلية بولاية فاس بولمان على بعض المساجد، تناشد فيه المواطنين للتحلي بروح التضامن، وتحثهم على تفهم وتقدير الإكراهات التي خلفتها هاته الوضعية الاستثنائية، إلى حين إصلاح المحطة. وبمدينة بوعرفة، ذكر مراسل ''التجديد'' أنه من المرتقب أن يكون السكان قد نظموا مسيرة احتجاجية، جراء الأضرار المادية الكبيرة التي نتجت جراء التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها المدينة ليلة الخميس الجمعة، ووصلت حسب مديرية الأرضاد الجوية إلى 60 ميلمترا، فيما وصلت بمناطق بالإقليم (عبو النحل مثلا) إلى 100 ملمتر، وتتلخص هذه الأضرار في انقطاع الماء والكهرباء عن الإقليم منذ الجمعة مساء، وانقطاع الطريق بين بوعرفة وفجيج، وبوعرفة والرشيدية، كما حاصرت المياه بعض المناطق القروية بالإقليم، كالمنكوب، وتعرت، وأدت إلى جرف أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام، وصلت في بعض المناطق إلى 200رأس، وفي اليساق ذاته، أدت الأمطار إلى سقوط الخيام بمناطق البدو، وجرف المؤونة، وتدمير السهول الفلاحية كسهل المعدر المصارين، الذي ما يزال غارقا في الأوحال، كما اضطرت السلطات المحلية في بعض المناطق إلى الاستعانة بالزوارق لإنقاذ المحاصرين بالمياه. وبدائرة تيسة إقليم تاونات، خلفت عاصفة رعدية، بتراب جماعة وادي الجمعة دائرة تيسة خسائر مادية بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة. حيث تسببت العاصفة في تضرر الحاجز الوقائي جزئيا للطريق غير المصنفة المؤدية إلى سد إدريس الأول. كما غمرت المياه قرية المكتب الوطني للكهرباء المجاورة للسد، بالإضافة إلى انهيار جزئي لقسمين دراسيين بمدرسة إدريس الأول. وعلى الصعيد نفسه، توقفت حركة النقل البحري من وإلى ميناء طنجة منذ صباح يوم الجمعة ( 10 أكتوبر 2008) بسبب سوء الأحوال الجوية التي تشهدها منطقة مضيق جبل طارق.وتشهد منطقة البوغاز، منذ مساء الخميس الأخير، تساقط أمطار غزيرة مع هبوب رياح قوية فاقت سرعتها 40 كلم في الساعة. المصدر: وكالات