لقي زوجان وأبناؤهما الأربعة مصرعهم ليلة الأحد و الإثنين ( 26-27 أكتوبر 2008 ) جراء انهيار سقف منزلهم الواقع بدوار مجاجة بالجماعة القروية بركين، دائرة كرسيف (إقليمتازة). وعلى الصعيد نفسه، ذكر مراسل التجديد بمدينة الناظور، احتمال مقتل شخصين بمنطقة بوعرك جرفتهما المياه، نتيجة الأمطار الطوفانية والعاصفية التي تهاطلت على الإقليم يوم الأحد 25 أكتوبر 2008، دون توقف أكثر من 24 ساعة، وآخر ببني سيدال، فيما نجا شخص رابع بصعوبة كبيرة، مضيفا، أن شاهد عيان أفاد لـالتجديد بأن رجلا في الثلاثينيات من عمره جرفته مياه واد أقطلان لمسافة تزيد عن 500 متر بعدما كان يهم بفتح فجوة أمام منزله لتحويل مجرى المياه، وقد تمكن بعض الشباب من إنقاذه. كما تسببت قوة البرق في حريق بمنزل بحي باصو بسبب التماس الكهربائي؛ وفق ما أكده شاهد عيان لـالتجديد، استطاع السكان والوقاية المدنية السيطرة عليه. هاته الأمطار الطوفانية تسببت في فيضانات كارثية، فواد بوسردون الذي يصب في بحيرة مارتشيكا، ويمر على أكثر من عشرة أحياء غمرت مياهه الجارفة منازل السكان بمستوى يصل إلى 30,1 سنتيمترا، مخلفة خسائر جسيمة في الممتلكات والوثائق والأثاث المنزلي، وقد أكد السكان أن ما وقع لم يحدث منذ سنة .1963 كما تسببت مياه الفيضانات في هدم أجزاء من 3 قناطر، واحدة على الطريق الرئيسية (مدخل المدينة)، وأخرى بحي ترقاع والثالثة بالطريق المؤدية إلى أزغنغان، كما ألحقت الفيضانات أضرارا بليغة بنفق السكة الحديدية وأدت إلى انقطاع الماء على المناطق المتضررة. ودمرت أجزاء ببعض المنازل، كما حطمت 3 سيارات بحي ترقاع. إضافة إلى أن الحركة شلت داخل المدينة، وظلت كل المناطق المتضررة معزولة تماما. كما قطعت الطريق الوطنية التي تربط جماعة سلوان بالناظور بشكل تام، وخصوصا على مستوى منطقة تويمة. وعلى الصعيد نفسه، أفاد مراسل مدينة بوعرفة، أن شابا يدعى محمد مفتاحي من بني تجيت (70 كلم عن بوعرفة)، أعلن في عداد المفقودين يوم أمس، بعدما جرفته مياه الوادي، ولم يعثر عليه إلى حد كتابة هاته السطور. ومن جهة أخرى، تحسن الوضع في مدينة مليلية المحتلة أمس الإثنين، بعد أن كانت قد تحولت إلى جزيرة معزولة إثر الفياضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة نهاية هذا الأسبوع، حيث عرفت في غضون عشرين يوما تساقط 70 في المائة من الأمطار التي تشهدها على مدار السنة، مما دفع الحكومة المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ، وفي السياق ذاته، تسببت الأمطار الطوفانية في توقف حركة المرور في معبر بني أنصار الحدودي وانهيار 30 مترا من السياج الذي يفصل المدينة عن التراب المغربي وإلحاق أضرار بالبواباب الحدودية، هذا وبدأت الحكومة المحلية منذ أمس في تقييم حجم الأضرار التي تعرض لها السياج من أجل العمل على بدء عملية ترميمه في أسرع وقت ممكن وتعبئة دوريات إضافية من الحرس المدني، تفاديا لعمليات اقتحام متوقعة من طرف المهاجرين، خاصة بعد محاولة قرابة ما بين 30 و40 مهاجرا من جنوب الصحراء دخول المدينة انطلاقا من نقطة قريبة من معبر بني أنصار. إلى ذلك، ذكر محمد بلعوشي مسؤول بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن التساقطات المطرية الاستثنائية التي عرفتها بعض مناطق المغرب، خاصة المناطق الشمالية والشمالية الشرقية وكذلك السفوح الجنوبيةالشرقية لسلسلة جبال الأطلسي، ناتجة عن تسرب كتل سحابية من المحيط الأطلسي المجاور والتي كانت عبارة عن نوعية خاصة لسحب ركامية عادة ما تعطي تساقطات غزيرة في وقت وجيز، حطمت أرقام قياسية في المناطق التي تهاطلت بها. موضحا في تصريح لـالتجديد أن كمية الأمطار التي سجلت بالناظور خلال 24 ساعة الماضية وصلت إلى 133 ملمترا، وأنه ما بين الساعة الرابعة والخامسة سجلت 30 ملمترا، أي بمعدل ما ينزل طيلة شهر أكتوبر. وفي تاوريرت تساقطت 31 ملمترا في 24 ساعة، وفي 45 دقيقة تقريبا، سجلت، 3,22 ملمترا، بمعدل تساقطات شهر. وفي الحسيمة سجلت 130 ملمترا في ظرف 24 دقيقة، بينما لا يتجاوز مستوى التساقطات العادية بالمدينة طيلة شهر 4,24 ملمتر أي بمعدل 3 أضعاف. وعن الأجواء العامة في الأيام القادمة، ذكر بلعوشي، أن الانفراجات بدأت تظهر في أغلب المناطق، مضيفا، أن التنبؤات تشير إلى أن هاته الأمطار الاستثنائية، ستهم يوم الأربعاء السهول الغربية لمدينة الصويرة، والمناطق الداخلية الموجودة غرب الأطلس الكبير والمتوسط، ثم ستستقر في انتظار اضطراب جوي يوم الجمعة.