غرقت المؤسسات التعليمية والمنازل والمحلات التجارية في برك مائية، صباح أمس الاثنين في بلدية العروي التابعة لإقليمالناظور، نتيجة السيول الغزيرة المتدفقة. وشوهد مواطنون يواجهون الفضيان الذي اجتاح منازلهم، بأسطل بلاستيكية في شارع الحسن الثاني، الذي تحول إلى نهر جارف. سكان هذه البلدية، التي يرأس مجلسها مصطفى المنصوري، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب، قضوا ليلة عصيبة انقطع فيها التيار الكهربائي والماء الشروب، وحدها المياه القادمة من جبل «تسطوين» حولت أحياء المدينة إلى بحيرة كبيرة. عبد العزير اليعقوبي، التاجر الذي يدير محلا بشارع الرازي، قال إن السيول أتلفت كل السلع التي يتاجر فيها، وحدها قنينات الغاز الخضراء الفاقعة كانت الناجية الوحيدة من الطوفان. وأضاف أن «الفيضان أتى على كل السلع بالمحل، السكر كما الدقيق تعرض للتلف، والخسائر التي تكبدتها تقارب العشرة آلاف درهم». الدراسة توقفت طيلة أمس الاثنين بالمؤسسات التعليمية التسع المتواجدة ببلدية العروي، وعاينت «المساء» المياه التي غمرت مدرسة العقاد الابتدائية التي يدرس بها 600 تلميذ. وشوهد تلاميذ ثانوية ابن الهيثم يعودون إلى منازلهم بعد أن أخبرتهم إدارة المؤسسة بأن الدراسة ستتوقف بتعليمات من عامل المدينة الذي تدخل أيضا السبت الماضي لوقف الدراسة بالبلدية، تخوفا من سقوط ضحايا نتيجة الأمطار الطوفانية. وحاصرت المياه إمام مسجد المسيرة مع أفراد أسرته في سكن وظيفي ملحق بالمسجد، كما غمرت السيول حي «فلامينكا» و«المطار» و«بن هدي»، وبحسب سكان العروي فإن الفيضانات لم تسجل بهذه الحدة منذ سنة 1995. وحسب مصدر مسؤول بقسم الوقاية المدنية بمدينة الحسيمة، فإن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذ عشرة أشخاص كانوا محاصرين داخل سياراتهم بسبب فيضانات وادي «تيركا» الواقع على الطريق الرابطة بين الناظور وبني نصار. من جهة أخرى لقي ستة أشخاص، ينتمون إلى نفس العائلة، مصرعهم أمس الاثنين، جراء انهيار سقف منزلهم، الواقع بدوار مجاجة، بالجماعة القروية بركين، دائرة كرسيف (إقليمتازة)، ويتعلق الأمر بأب وأم وأطفالهما الأربعة. وبمدينة الحسيمة حاصرت مياه الفيضانات الناجمة عن امتلاء حقينة سد عبد الكريم الخطابي، قرى ومداشر بأكملها، كما عطلت حركة السير والمواصلات وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بعدد من الأحياء السكنية. وبحسب مصادر من المنطقة فإن البنية الطرقية بالمدينة تضررت بالكامل، مما نجم عنه توقف حركة السير بالطريق الرابطة ما بين إمزورن والحسيمة ونفس الشيء بالنسبة إلى الطريق الرابطة ما بين الحسيمة وإمزورن. وعلم لدى مصادر متطابقة أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين جراء فيضانات وادي بومقراج، الواقع على بعد 20 كيلومترا جنوب-شرق الناظور، والتي تسببت فيها الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الإقليم. وبمدينة وجدة تم إحصاء 200 أسرة ممن ينبغي ترحيلهم من بنايتهم الأصلية إلى جانب 100 بناية أخرى تحتاج إلى التقوية والدعم بسبب التصدعات التي أصابتها جراء هذه الفيضانات ولم تتمكن السلطات المحلية من إيواء سوى 32 أسرة متضررة وذلك بشكل مؤقت. أنظر التفاصيل في روبورطاج.