انتقلت الأمطار الطوفانية، التي شملت العديد من مدن المملكة، إلى مدينة العرائش، مخلفة خسائر مادية جسيمة بالأراضي الفلاحية. وأفادت مصادر من عين المكان أن الأمطار الغزيرة التي سجلت 44 ميلمترا بالمدينة، إلى حدود صباح أمس الاثنين، أدت إلى نفوق العشرات من رؤوس الماشية، وتصدع عدد من المنازل الواطئة. وانتقلت فرق الإغاثة إلى المدينة، خوفا من سقوط ضحايا جدد، كما تمكنت عناصر الوقاية المدنية من تقديم المساعدات للعديد من المواطنين القاطنين بمناطق منحدرة حاصرتها المياه. وذكرت مصادر متطابقة أن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت القرى المجاورة للمدينة، أججت غضب السكان، إذ خرج مئات السكان القاطنين ب"جنان بيضاوة" نهاية الأسبوع الماضي، للاحتجاج، بعد أن أغرقت المياه عددا من المنازل والشوارع الرئيسية، وسارعت السلطات المحلية إلى التدخل واستخدام آلات لامتصاص الماء، وحل حركة السير، التي تعثرت بالعديد من الشوارع. وألحقت الأمطار الطوفانية خسائر مادية جسيمة بالعديد من الأحياء الصفيحية، كحي الناظور، الذي غمرته المياه، وأغرقت "براريك" اضطر سكانها إلى إخراج أثاثهم والمبيت عند أقاربهم. كما تسربت الأمطار إلى بعض المؤسسات التعليمية، حيث تسببت في توقف الدراسة بها طيلة يوم الجمعة المنصرم. وتسببت الأمطار الطوفانية الأخيرة في قطع أوصال العديد من القرى بمناطق مختلفة بالمملكة، كما تعثرت حركة السير، لتتسبب في عزل مئات الأسر بجماعات قروية بالشمال، والشرق. وبالناظور تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت طيلة يومي السبت والأحد، في عزل العديد من الأحياء كبوحجار، وبويندوز، وألما، وأدشار وأحياء من مركز جماعة اتسافت، هذه الأحياء، التي استفادت 900 أسرة تقطن بها من مساعدات قدمتها لجنة دعم منكوبي فيضانات إقليمالناظور، التي تضم أزيد من 42 تعمل على دعم المتضررين والمنكوبين ومساعدتهم على تجاوز مخلفات الفيضانات. وحسب اتصالات هاتفية أجرتها "المغربية"، صباح أمس الاثنين، مع عدد من السكان بكل من طنجة وتطوان، فقد شهد الوضع بمدينة طنجة تحسنا، بعد أن خلفت الأمطار الطوفانية حالة من الرعب والفزع في نفوس السكان، الذين لم يغادروا منازلهم طيلة ثماني ساعات، بسبب الفيضانات التي شهدتها العديد من أحياء المدينة، وأدت إلى توقف حركة السير بالعديد من الشوارع التي تحولت إلى سيول جارفة. كما غمرت المياه بعض الأحياء بطنجة، دون أن تخلف خسائر في الأرواح، حسب ما ذكر مصدر بفرقة الإغاثة التابعة للوقاية المدنية. وشهد إقليم فكيك بدوره تساقطات مطرية مهمة، نهاية الأسبوع الماضي، تسببت في خسائر مادية مهمة، تمثلت في إتلاف محاصيل زراعية بعدة مناطق من الإقليم. كما تضررت عدد من الطرق بسبب الأمطار، من بينها الطريق الرابطة بين فكيك وبوعرفة، التي ألحقت بها الأمطار خسائر للمرة الثالثة على التوالي. يذكر أنه جرى إجلاء عدد من العائلات، التي تقطن بمناطق معرضة للفيضانات، كما جرى التركيز بالأساس على عملية الإنقاذ والإغاثة وتوفير المواد الغذائية والأدوية، وفتح المسالك والطرق لفك العزلة عن الأحياء والدواوير المنكوبة، بالإضافة إلى إصلاح وإعادة تشغيل جل محطات إنتاج وتوزيع الماء الشروب والكهرباء.