تسببت الأمطار العاصفية، التي شهدتها غالبية مدن المملكة طيلة اليومين الأخيرين، في إصابة امرأة شابة بالمدينة العتيقة بفاس بجروح جراء انهيار جزء من البناية التي كانت تسكنها. وحسب مصادر من السلطة المحلية فإن المنزل المنهار، الواقع بحي واندو والذي كان يؤوي 18 أسرة، كان في حالة متردية وسبق أن تم توجيه عدة إشعارات إلى صاحب المبنى المكون من طابقين من أجل إجراء عملية الترميم اللازمة. اضطرابات أحوال الجو والأمطار العاصفية التي تساقطت على جل مناطق المغرب تسببت كذلك في فيضانات بمدينة آسفي غمرت مناطق آهلة بالسكان. وذكر شهود عيان أن التساقطات المطرية الغزيرة المصحوبة برياح قوية فاقت سرعتها 90 كيلومترا في الساعة تسببت في فيضانات أدخلت عددا من أحياء المدينة في عزلة تامة، خاصة سانية زين العابدين والمدنية القديمة وشارع الحسن الثاني وشارع كينيدي. وقد نتجت هذه الفيضانات، بحسب المصادر ذاتها، عن انسداد قنوات الصرف الصحي وعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار التي تساقطت في وقت وجيز. وغمرت المياه، صبيحة أمس الاثنين، حافلة لنقل التلاميذ بشارع الحسن الثاني، حيث تدخلت لنجدتهم شاحنة تابعة للمكتب الوطني للكهرباء الذي عمد مستخدموه إلى تخليص التلاميذ عبر إخراجهم من نوافذ الحافلة الخاصة بالإغاثة. وبمنطقة سيدي يحيى وسوق الأربعاء ضواحي القنيطرة تم تسجيل خسائر مادية جسيمة، خاصة بالأراضي الفلاحية التي غمرتها المياه بالكامل، مما تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية. أما بمنطقة سوق الأربعاء فإن أحياء بام وجيز وأولاد حماد أصبحت شبه معزولة بعد أن غمرت المياه منازل المواطنين بها، حيث تعذر على العمال والتلاميذ الالتحاق بمؤسساتهم بعد أن وجدوا صعوبة في التنقل. ولم يسلم مقر بلدية المدينة هو الآخر الذي بدا معزولا بالكامل ويصعب الوصول إليه. وقد نتجت هذه الفيضانات، حسب مصادر من عين المكان، عن انسداد قنوات الصرف الصحي التي أصبحت تضخ بركانا من المياه الهائجة عوض تصريفها. كما تسببت مياه السيول الناتجة أيضا عن فيضان «وادي الحيمر» في قطع عدد من الطرق الرئيسية، وبمدينة الدارالبيضاء تسببت الرياح القوية في سقوط عدد من أعمدة الإنارة العمومية, وانهيار حوالي 80 في المائة من الواجهة الأمامية لفندق لينكولن الواقع بشارع محمد الخامس، كما أدت إلى إتلاف عدد من اللوحات الإشهارية والواقيات الأمامية لعدد من المقاهي والمحلات التجارية، كما أحدثت الرياح فوضى عارمة فوق أسطح عدد من البنايات. وحسب مديرية الأرصاد الجوية فإنه من المرتقب أن يستمر الجو الممطر طيلة الأسبوع الجاري، مع استمرار تساقط الثلوج فوق المرتفعات. ونتجت الرياح القوية عن تواجد منخفض جوي قبالة السواحل البرتغالية. وأوضح محمد المسعودي، مسؤول التنبؤ بمديرية الأرصاد الجوية، أن المنخفض الجوي الذي تسبب في هذا الاضطراب بدأ في الابتعاد عن سواحل المملكة. وأضاف المسعودي، في تصريح ل«المساء»، أن قوة الرياح بدأت في الانخفاض بالتدريج. وعرفت مدن الشمال أعلى معدل للتساقطات، حيث سجلت بمدينة شفشاون 110 ملمترات والعرائش 72 وأكادير وإنزكان 59، كما همت التساقطات الأخيرة عددا من المناطق الصحراوية.