تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على إقليمالراشيدية صبيحة يوم الخميس الماضي في انقلاب حافلتين لنقل المسافرين خلفتا 67 جريحا من بينهم 13 أصيبوا بجروح بالغة الخطورة، وأربعة أجانب أصيبوا بجروح خفيفة وهما بولونيان وأوكراني وهولندية. الحافلة الأولى انقلبت في منطقة آيت عثمان (قرب سد حسن الداخل( مخلفة 40 مصابا بجروح طفيفة و6 بجروح بالغة الخطورة، أما الحافلة الثانية فقد انقلبت عند مدخل تينجداد على مشارف واد فركلا وخلفت 27 مصابا أربعة منهم حالتهم خطيرة. من جهة أخرى، وفي علاقة بالأضرار التي تسببت فيها غزارة التساقطات المطرية الأخيرة، انهارت مجموعة من المنازل في إقليمورزازات من دون خسائر في الأرواح. ففي جماعة خميس دادس انهارت أربعة منازل مما تسبب في خسائر مادية، تمثلت في إتلاف المخزون من المنتوجات الزراعية، إضافة إلى رؤوس الماشية وانهيار منازل أخرى تابعة للمجال الترابي لجماعة بوتغرار أدت بدورها إلى خسائرمادية. وتعود أسباب الانهيارات إلى عدم صمود هذه المساكن في وجه غزارة التساقطات، لكونها كانت مبنية على مقربة من مجاري روافد بعض الأودية التي تعبر المنطقة، فضلا عن كونها مشيدة بمواد بناء تقليدية لا تقوى على مقاومة قوة تهاطل الأمطار ومياه الفيضانات. وبإقليمتارودانت تضررت ساكنة المناطق المتواجدة بين تارودانت وشتوكة أيت باها وانزكان ايت ملول، جراء السيول التي غمرت على الخصوص دواوير جماعة الكفيفات والأراضي الفلاحية المجاورة المتواجدة بالمنطقة. كما أدت هذه السيول إلى عرقلة حركة السير بالطريق الرابطة بين تارودانت وانزكان ايت ملول ولم تسجل أية خسائر بشرية على مستوى هذه المناطق. وبميدلت تكبدت ضيعات التفاح خسارة كبيرة، نتيجة غزارة الأمطار التي أدت إلى إلحاق الأضرار بالآلاف من أشجار التفاح، الأمر الذي ألحق خسارات مالية كبيرة بالمزارعين. مدينة خريبكة بدورها تكبدت خسائر مادية متفاوتة، وشهدت اضطرابات في حركة السير في الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط المدينة بعد أن عجزت قنوات الصرف الصحي عن استيعاب كميات المياه الكبيرة، بحيث تسربت إلى العديد من المحلات السكنية والتجارية والإدارية بخمسة أحياء. كما غمرت ثلاث قناطر أساسية بشوارع المسيرة ومولاي يوسف والروداني. وبمدينة مراكش تسببت الأمطار الغزيرة في قطع أهم المحاور الطرقية بالمدينة وتسببت في انهيار الطريق الفاصل بين المحاميد 5 وحي النهضة وغمرت الأوحال والمياه المنازل بمنطقة المحاميد وبحي صوكوما والتي غرقت فيها بيوت بكاملها تحت المياه. التساقطات المطرية والتي باغتت الجميع حولت شوارع المدن إلى مجاري المياه بعد أن عجزت قنوات الصرف الصحي عن استيعاب هذه الكميات القياسية من المياه المتدفقة، خاصة وأن أغلب هذه المجاري لم يتم كنسها بعد وهو مازاد من تفاقم الوضع . وبمدينة الدارالبيضاء كان سكان التجمعات الصفيحية على موعد مع ليلة بيضاء، نتيجة للتسربات المائية التي فاجأت الكثير من السكان وأتلفت العديد من الممتلكات. من جهة أخرى أفاد محمد بلعوشي المسؤول بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية بالدارالبيضاء أن الحالة الجوية غير المستقرة التي تجتازها بلادنا هذه الأيام، والتي ستستمر إلى مطلع الأسبوع المقبل، تعتبر فترة انتقالية بين فصل الصيف وفصل الخريف . وأضاف أن المغرب بشكل عام يعرف الآن موجة من العواصف على صعيد المناطق الجبلية، لاسيما الأطلس والريف والتي قد تهم حتى المناطق المجاورة، وهي ناجمة عن تكون سحب ركامية تتسبب في سقوط زخات مطرية مصحوبة ببرق ورعد وبرد.