تشهد مناطق عدة في المغرب تساقط أمطار غزيرة، مصحوبة، في بعض المناطق الجبلية، بزوابع ثلجية وعواصف من البرد، أدت إلى اضطرابات في حركة المرور، وانهيار أسقف بعض المنازل، وعزل مناطق في الأطلس، نتج عنه فقدان عدد من الحوامل لأجنتهن، بعدما تعذر عليهن الوصول إلى المستشفى. وعاشت مجموعة من القرى، والدواوير، والمراكز، وبعض المناطق النائية، في أقاليم بولمان، وإيفران، وخنيفرة، أيام الخميس والجمعة الماضيين، وضعية صعبة، بسبب التساقطات الثلجية، التي حولت مراكز ودواوير وقرى عدة، إلى مناطق معزولة عن العالم الخارجي. وتشهد مدينة فاس ونواحيها، منذ مساء أول أمس الخميس، موجة برد شديدة، وبلغت الحرارة درجة الصفر، وتأثر سكان أحياء المدينة العتيقة وفاس الجديد بصقيع البرد، المنبثق من أسوار مساكنهم، ما أدى بالبعض إلى استعمال وسائل تقليدية للتدفئة. أما الجهة الشرقية للمغرب، خلال هذه الأيام، خاصة وجدة، وجرادة ،هبوب رياح قوية وباردة، دون تساقطات مطرية غزيرة، عدا بعض الزخات الخفيفة، تليها تقلبات مناخية، كبزوغ الشمس للحظات وجيزة، فيما شهدت هضاب المريجة، البعيدة عن جرادة ب 50 كلم، ليلة الخميس الماضي، تساقطات ثلجية، مصحوبة بانخفاض كبير في درجة الحرارة. أيت حنيني.. حوامل في خطر خلفت العواصف الرعدية والمطرية والثلجية، التي اجتحاحت، في الأيام الأخيرة، دواوير عدة في منطقة أيت حنينيي، بإقليم خنيفرة، سيما في أيت الهواري، وتزانيت، وأبصغير، والقشلة، خسائر في الطرقات والمنازل. وأكدت مصادر "المغربية" أن امرأة فقدت جنينها، مساء أول أمس الخميس، بعد مخاض دام أزيد من أربع ساعات، في دوار أيت حنيني، بسبب تساقط الثلوج، التي حاصرت المنطقة وجعلتها في عزلة تامة، إذ لم يتمكن الرجال من نقل زوجاتهم الحوامل إلى المستشفى، بخنيفرة. وأضافت المصادر نفسها أن امرأة ثانية مازالت تتألم، منذ ليلة أول أمس الخميس، بسبب المخاض، وهناك تخوفات من أن يلقى جنينها المصير ذاته، أو تفارق الحياة بسبب الولادة التقليدية. من جهة أخرى، أكد مصطفى علاوي، منسق اللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خنيفرة أن التساقطات المطرية تسببت في خسائر عدة بالمنطقة منها انهيار منزل. وأضاف أن السكان يعانون مشاكل عديدة خلال موسم الأمطار، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طوال طرق وعرة، نتيجة العزلة. ويطالب سكان دوار أومزا، وأيت حنيني المسؤولين بالتدخل لفك العزلة عنهم، بسبب الثلوج (التي بلغ علوها 80 مترا)، التي تحاصرهم مع بداية موسم الشتاء، إذ أكدت المصادر ذاتها أن سكان الدواوير المذكورة يموتون سنويا من شدة البرد، بسبب انعدام حطب التدفئة.