خلفت العواصف الرعدية وموجات البرد القارس التي يشهدها المغرب منذ أسبوعين العديد من الخسائر البشرية والمادية، التي لم تقدر حصيلتها النهائية حتى الآن. وقتلت موجة البرد خمسة أشخاص بدون مأوى بمدينة فاس وحدها، كما لقي رجل في عقده السادس حتفه بعدما جرفته الأمطار الغزيرة داخل بالوعة للوادي الحار بالدارالبيضاء. وبمراكش تسببت العواصف في انهيار منزل بدوار الفخارة، ودفن تحت ركامه أبا وابنته فجر أمس الثلاثاء، ونفس السيناريو تكرر بالجماعة القروية بني اموكزن باقليم الحسيمة، حيث لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة آخرون من أسرة واحدة بجروح خطيرة، ليلة الإثنين الثلاثاء، إثر انهيار منزلهم وذلك بسبب التساقطات الثلجية الكثيفة . وقد أكدت المراسلات الواردة من مجموعة من المناطق التي تضررت بسوء الأحوال الجوية، أن الأوضاع الانسانية بها باتت تدعو للقلق، وتحدث بعض مراسلينا عن «كوارث وشيكة» خصوصا في القرى النائية بمرتفعات الأطلس والريف، التي شهدت بدورها انهيار عدد من المنازل والأكواخ جراء العواصف، وفقد القرويون ماشيتهم التي نفقت غرقا جراء الفيضانات أو بسبب البرد وانعدام الكلأ، كما حدث بقرية آيت حنيني التي هلكت بها 230 رأسا من الأغنام والماعز. وقد زاد الأمر سوءا ضعف أو انعدام البنيات التحتية، وغياب وسائل التدفئة. وأدت غزارة التساقطات الثلجية التي تجاوز ارتفاعها 100 سنتمتر، في العديد من النقط، إلى انقطاع المواصلات بأكثر من 1023 كيلومترا من الطرق الوطنية والجهوية ، مما جعل مئات الدواوير والقرى بأزرو وإفران وبولمان وتيشكا وورزازات وتاونات وأيت حنيني.. تعيش في عزلة تامة عن العالم. وفي اتصالنا بمحمد بلعوشي، خبير الأرصاد الجوية، أكد لنا أن المغرب مقبل، على اضطرابين جويين مختلفين، أحدهما يبدأ على شكل عواصف رعدية وتساقطات مطرية وثلجية غزيرة، والآخر يدخل أجواء البلاد انطلاقا من غد الخميس، وسيكون أكثر حدة وخطورة من الاضطراب الجوي الأول. هذه التوقعات الجوية جعلت العديد من الإدارات التابعة لوزارتي الداخلية والتجهيز تبادر إلى إصدار بلاغات تحذر المواطنين لاتخاذ احتياطاتهم، سواء في استعمال الطرق أو في مغادرة المنازل والبنايات الآيلة للانهيار. وفي ذات السياق أحدثت وزارة الداخلية لجنة للطوارئ لتتبع المستجدات المتسارعة على الميدان.