ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات، التي يشهدها المغرب، إلى 8 قتلى، إلى جانب عدد من الجرحى، فيما تواصل السلطات بعدد من المناطق تعبئتها لإجلاء السكان الذين تحاصرهم المياه. ففي دائرة "دمسيرة"، على بعد 30 كلم من مدينة إيمنتانوت، لقيت مواطنة إسبانية حتفها، أول أمس الخميس، إثر انجراف سيارة خفيفة كانت تقلها بمعية زوجها وابنهما، جراء سيول مياه الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت على الإقليم. وفي مدينة أكادير، غرق 3 أشخاص، بعد أن جرفتهم المياه المصحوبة بالأوحال نتيجة فيضان وادي تازنتوت بجماعة اضيمن- قيادة أمسكرود (40 كلم عن أكادير). ويتعلق الأمر ب (رجل، وامرأة، وفتاة) كانوا يستقلون سيارة جرفتها المياه، عندما حاولوا عبور وادي تازنتوت. كما لقي شخصان، يومي الأربعاء والخميس المنصرمين، مصرعهما بحي تاراست، في إنزكان، أحدهما جرفته مياه واد سوس، فيما توفي الآخر متأثرا بمياه الأمطار الغزيرة، إضافة إلى وفاة أحد الأشخاص بمنطقة تارودانت، الذي جرفته مياه أحد الوديان. وما يزال سكان المدينة يعيشون أوقاتا عصيبة في ظل الانقطاعات المتكررة للماء والتيار الكهربائي، بل إن بعض الأحياء أصبحت تزود بكميات من الماء الصالح للشرب لساعة في اليوم فقط. وانضاف هؤلاء الضحايا إلى امرأة، تبلغ من العمر (30 سنة)، جرفتها المياه المصحوبة بالأوحال نتيجة فيضان وادي لحضر في تازة. وفي آسفي اعتبرت فتاة في عداد المفقودين، بعد انهيار سور مقام على جرف بحري بساحل آسفي، الثلاثاء الماضي، في حين نجا شاب آخر من الحادث، بعدما تمكنت عناصر الوقاية المدنية من انتشاله من عرض البحر. وفي اليوم نفسه، أصيب أزيد من عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، في انهيار بنايتين سكنيتين آيلتين للسقوط بالمدينة العتيقة (عمالة مقاطعة آنفا) بالدارالبيضاء. أما في طنجة فغمرت المياه العديد من شوارع المدينة، لاختناق قنوات الصرف الصحي، كما خلفت التساقطات خسائر مادية جسيمة في المنطقة الصناعية امغوغة، التي تضم حوالي140 معملا، في حين حاصرت المياه المئات من العمال داخل الوحدات الصناعية، وشلت حركة السير بالمنطقة، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية. وفي مدينتي الصويرة وخريبكة، تسببت الأمطار الغزيرة في اضطراب حركة السير بالطرق الرئيسية، إلى جانب تسجيل خسائر مادية متفاوتة. وتسببت فيضانات واد راس الما بالشاون، أول أمس الخميس، في انقطاع المياه الصالحة للشرب عن كل أحياء المدينة، ما دفع عناصر الوقاية المدنية بالمنطقة إلى تعبئة 4 شاحنات صهريجية، في حين عبأت السلطات المحلية، 9 شاحنات صهريجية، لتوزيع المياه على السكان. وحسب مصادر مطلعة، فإنه إلى حدود كتابة هذه السطور، كانت المصالح المختصة تجاهد لإعادة المياه إلى صنابير المنازل، وإصلاح الأعطاب الناجمة عن الفيضانات، مشيرة إلى أن عناصر الوقاية المدنية بالمنطقة الشمالية، التي عبأت وسائل لوجيستيكية وعتادا مهما، من زوارق مطاطية، وأخرى مسطحة، تدخلت أمس الجمعة لإنقاذ سكان 14 منزلا غمرتها مياه واد راس الما بالشاون، وعملت بتضافر جهود جميع فرق التدخل، على تحويل مسار سيل الواد. من جهته، أكد وزير الداخلية شكيب بنموسى، أول أمس الخميس، استمرار تعبئة السلطات العمومية لمواجهة كل طارئ جراء الاضطرابات الجوية التي تشهدها المملكة. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء مع الصحافة عقب اجتماع مجلس الحكومة، برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي، إن بنموسى أشار، في كلمة أمام المجلس في موضوع، إلى "آثار الاضطرابات الجوية المهمة والتساقطات المطرية التي رافقتها"، مبرزا أن هذه الاضطرابات دفعت الوزارة إلى التفعيل الاستعجالي للجنة اليقظة والتنسيق بمشاركة القطاعات الوزارية المعنية.