تسببت أشغال ورش بناء عمارة حديثة، في شارع مصطفى المعاني بالدارالبيضاء، في انهيار المنزل رقم 40 ذي الثلاثة طوابق، قرابة الساعة الثالثة من صباح أمس الأربعاء، وخلف الحادث إصابة عبد القادر بن تاشفين، مالك العمارة المنهارة، بكسر في رجله اليسرى، كما جرف الانهيار لوازم مكتب محاميين وطبيب أسنان، وتسبب في إتلاف وثائق وآليات وكالة بنكية تابعة لبنك «التجاري وفا بنك». وعاينت «المساء»، صباح أمس، أنقاض العمارة المنهارة التي كانت طوابقها تستغل كمكاتب إدارية لمحامين وطبيب أسنان ويقطن مالكها عبد القادر في طابقها العلوي. وقال مصدر من الوقاية المدنية إن رجال الإطفاء هبوا إلى موقع الحادث قرابة الساعة الثالثة والنصف من صباح أمس الأربعاء، بعد تلقيهم لمكالمة تفيد بانهيار عمارة تطل على «سنيما إيدن كلوب» بزنقة مصطفى المعاني وتمكنوا من انتشال مالك العمارة من تحت الأنقاض ونقلوه إلى مستعجلات ابن رشد. وقال مصدر أمني إن حادث الانهيار تسبب فقط في إصابة مالك العمارة بكسر في رجله اليسرى، مشددا على أنه لو حدث الانهيار في النهار لكان خلف الكثير من الضحايا. فيما أكد شهود عيان ل«المساء» أنهم سمعوا دويا يكسر سكون شارع مصطفى المعاني ليلا وقد اعتقدوا أن الأمر يتعلق بتفجير إرهابي. وقال رب أسرة يقطن بزنقة أبو بكر الصديق، القريبة من العمارة المنهارة، إنه سارع إلى مغادرة منزله حافي القدمين بعد سماعه دوي انفجار قرابة الساعة الثالثة ليلا، وأضاف: «لقد انتابني رعب شديد بعد أن استيقظت من نومي مذعورا، وهرولت خارج المنزل حافي القدمين بعد أن اعتقدت أن قارورة غاز انفجرت في منزل جيراني، لأجد غبارا كثيفا يغطي شارع مصطفى المعاني قبل أن يخبرني رجل إطفاء بأن الأمر يتعلق بانهيار منزل فارغ من السكان»، واتهم مصطفى سعيد بريو، المحامي الذي جرف الانهيار مكتبه بالكامل، عمال ورش البناء المجاور لمكتبه بعدم احترام معايير السلامة أثناء عملية البناء، مؤكدا أنه سبق له أن تدخل بشكل حبي لدى المسؤولين عن الورش مخبرا إياهم بأن الأشغال التي يباشرونها تسببت في حدوث شقوق ظلت تتسع باستمرار، قبل أن تنهار العمارة بشكل كامل في صباح أمس. ونشرت قوات الأمن بعض عناصرها صباح أمس لمنع فضوليين من الاقتراب من العمارة المنهارة، فيما شوهدت صخور ناتئة وأكوام أتربة مهملة على قارعة الطريق، وسبق لصاحب الورش حديث البناء، الذي يتهمه العاملون في العمارة المنهارة بالتسبب في جرف المنزل رقم 40، أن حصل على رخصة تحمل الرقم 168795 صادرة في الثالث من دجنبر الماضي ورخصة للبناء بتاريخ 8 يناير الماضي. وانهارت الطوابق الثلاثة للعمارة بشكل كامل، فيما أصيبت وكالة بنكية توجد في الطابق الأرضي بأضرار بليغة. وقال العلوي المحمدي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء» إن مصالح الجماعة لم تسلم أية رخصة لصاحب الورش الذي تسبب في انهيار العمارة، مشيرا إلى مصلحة اسمها «دار الخدمات» تابعة لمجلس مدينة الدارالبيضاء هي التي سمحت لصاحب الورش بالعمل. معتبرا أنه من السابق لأوانه الحديث عن أسباب انهيار المنزل المجاور لأشغال الورش قبل التوصل بنتائج تقرير لجنة تقنية جرى تشكيلها أمس وتضم ممثلين عن الولاية والوكالة الحضرية ومقاطعة سيدي بليوط. وذكر المصدر ذاته وجود 325 منزلا مهددا بالانهيار بعمالة مقاطعات آنفا، مضيفا أنه بالرغم من أن الوالي محمد القباج سبق له أن أصدر قرارات هدم بشأنها، فإن قاطنيها مازالوا يرفضون مغادرتها رغم توصلهم بإنذارات الهدم الولائية.