وقفت مصالح مراقبة البناء بالوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء على خروقات كثيرة في أوراش البناء المفتوحة، وحررت محاضر مخالفات في حق 5600 ورش من أصل 6000 ورش زارتها لجن المراقبة العام الماضي. بمعنى أن 400 ورش فقط من أصل 6000، التي راقبتها الوكالة، تحترم معايير قوانين التعمير. وأكد مصدر مأذون من الوكالة الحضرية للدار البيضاء، وجود اختلالات كبيرة في قطاع التعمير بالدارالبيضاء، داعيا الحاصلين على رخص بناء عقارات إلى التقيد بالتصاميم وبإجراءات الأمن والسلامة، مشددا على أن اللجن التقنية التابعة للوكالة المكلفة بمراقبة أوراش البناء مازالت تقف بشكل يومي على خروقات في الأوراش المخصصة لتشييد المنازل والعمارات، وقال إن لجن المراقبة التابعة للوكالة الحضرية، قامت سنة 2007 بزيارات تفقدية همت 6000 ورش، لتجد أن 5600 منها لم تحترم قوانين التعمير المنصوص عليها في القانون رقم 12/90. وأكد المصدر ذاته محدودية الدور الموكول إلى الوكالة الحضرية وقال: «ليس لنا دور زجري، إننا نقوم بتحرير المخالفات ونرسلها إلى رؤساء المقاطعات والعمال علهم يتدخلوا لإيقاف الأوراش التي لم يحترم أصحابها قوانين التعمير». وقال أحمد توفيق احجيرة، وزير التهيئة المجالية والإسكان، إن مدونة التعمير الجديدة، المزمع الشروع في العمل بمقتضياتها في غضون الأسابيع القادمة، ستتضمن إجراءات من شأنها أن تحد من الخروقات المرتكبة في مجال البناء، مشددا على وجود فراغ قانوني شامل يتعلق بمنح رخص العقارات بناء على مواصفات تقنية مضبوطة. وأشار احجيرة، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء»، إلى أن مدونة التعمير الجديدة ستمكن من تدارك الفراغ القانوني المتعلق برخص الهدم، معربا عن اعتقاده بكون بعض المهندسين المعماريين ومكاتب الدراسة والخرسانة يستخفون بمصالح مالكي العقارات المجاورة لأوراش البناء، عندما لا يتابعون أشغال أوراش يمكنها أن تلحق أضرارا جسيمة بأملاك الآخرين. وقال احجيرة إن الكثير من المنعشين العقاريين يعمدون إلى هدم بنايات دون الالتزام بضوابط السلامة ولا يحترمون المسافة القانونية التي ينبغي تركها بين عقار وآخر حفاظا على سلامة المنشآت المجاورة لأوراش البناء المفتوحة. وردا على سؤال حول موقف الوزارة من انهيار عمارة جديدة ليلة أول أمس بالدارالبيضاء، اعتبر احجيرة أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي شيء قبل التوصل بنتائج تقرير اللجنة التقنية التي عهد إليها بتحديد أسباب الانهيار. من جانبه، حذر أحمد عز الدين نكموش، المهندس المعماري بالدارالبيضاء، من استمرار تجاهل المنعشين العقاريين لإجراءات السلامة، خلال عملية هدم العقارات القديمة التي يعتزمون إنشاء عمارات جديدة فوق أرضها، مشيرا إلى أن جشع الظفر بمتر مربع إضافي من مساحة العقار يمكن أن يؤدي إلى كوارث إنسانية، كما حدث ليلة الأربعاء الماضي، عندما تسببت أشغال ورش للبناء في انهيار عمارة بشارع مصطفى المعاني. تفاصيل أخرى في صفحة تقارير.