لم يكن عادل تاعرابت أول لاعب مغربي يعلن اعتزاله الدولي، فقد سبقه إلى ذلك مجموعة من اللاعبين. بالنسبة لتاعرابت هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها اعتزاله الدولي، بل إنها الثالثة على التوالي، فر غم أن التحاقه بالمنتخب الوطني لم تمض عليه أكثر من ثلاث سنوات إلا أن اللاعب في كل مرة يعلن الاعتزال. تختلف أسباب الاعتزال، بين من يشكو غياب الاهتمام من طرف الجامعة وبين من يحتج على قرارات المدربين، لكنها جميعها تكشف وجود مشاكل في المنتخب الوطني. في جميع حالات الاعتزال حاولت الجامعة ثني اللاعبين عن قراراتهم، لكن الملاحظ أن علاقة اللاعبين الذين أعلنوا الاعتزال بالمنتخب الوطني قد وصلت في ما بعد إلى الباب المسدود.
عادل تاعرابت : منذ انضمامه إلى المنتخب الوطني واللاعب عادل تاعرابت يثير الجدل بشكل دائم. انطلاقته كانت في مباراة التشيك الودية، وتحديدا مع المدرب الفرنسي روجي لومير. رغم أن المدرب كان يحتفظ به عدة مرات في كرسي الاحتياط فإنه لم يكن يبدي احتجاجه بل كان يتقبل القرار بصدر رحب، لكن بعد مرحلة لومير، ستدخل علاقة تاعرابت بالمنتخب الوطني منعطفا جديدا، لذلك سينفجر تاعرابت غاضبا في مباراة تانزانيا بدار السلام، ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، فاللاعب لم يستسغ أن يبقى في كرسي الاحتياط، لذلك قال للصحافة بعد المباراة إنه لا يمكن له أن يقطع 17 ساعة بالطائرة دون أن يشركه المدرب. أعلن تاعرابت اعتزاله الدولي، وقال إنه سيخدم المغرب من خلال فريقه كوينز بارك رانجيرز، لكنه سيتراجع بعد ذلك عن قراره بعد تدخلات من مسؤولي الجامعة. قبل مباراة المنتخب الوطني والجزائر بمراكش في رابع يونيو 2011حزم تاعرابت حقائبه وغادر صوب مدينة مارسيليا، فما أن تناهى إلى علمه أنه لن يكون أساسيا في المباراة حتى أبدى غضبه وقرر المغادرة، ثم أعلن في تصريحات صحفية أنه لن يلعب للمنتخب الوطني.
عبد السلام وداو : لعبد السلام وادو حكاية غريبة مع المنتخب الوطني، فهذا اللاعب الذي لعب عدة سنوات في المنتخب الأولمبي قبل أن يجد نفسه في المنتخب الأول، حزم حقائبه وغادر المنتخب الوطني غاضبا بسبب خلاف بسيط مع زميله عبد الجليل هدا الملقب بكماتشو. حدث ذلك في نهائيات مالي 2002، ثم تكرر السيناريو نفسه لكن هذه المرة بعد سبع سنوات، عندما ثار غاضبا في وجه المدرب الفرنسي روجي لومير الذي لم يشركه أساسيا في مباراة الغابون ضمن تصفيات كأس العالم 2009. رفض وادو الجلوس في كرسي الاحتياط، وتابع المباراة من المدرجات، قبل أن يهاجم زملاءه في المنتخب الوطني الذين يمارسون بالخليج، مما تسبب في أزمة كبيرة داخل المنتخب. حاول الفهري إقناع واداو بالبقاء برغم تصريحاته المثيرة للجدل، فالتقى به بفرنسا، دون أن يلتقي زملاءه الغاضبين بالخليج. عاد وادو للمنتخب الوطني وشارك في مباراة ودية أمام منتخب الكونغو، لكن اللاعب قدم أداء باهتا، قبل أن تنتهي علاقته بالمنتخب الوطني، علما أنه انتقل من أوربا إلى الخليج وتحديدا نحو الدوري القطري.
يوسف رابح : عندما كان المنتخب الأولمبي يخوض آخر مباراة له في تصفيات أولمبياد بكين 2008، أمام المنتخب البوتسواني، رمى يوسف رابح بشارة العمادة وغادر الملعب غاضبا. كانت الجامعة تتأهب لإصدار عقوباتها في حق هذا اللاعب، لكنه سيرمي بالكرة في ملعبها وسيعلن اعتزاله الدولي وقدم عدة أسباب لذلك، مثل الرحلات الطويلة والشاقة في غياب أي اهتمام من الجامعة وأداء اللاعبين لأثمنة التذاكر والعلاج من مالهم الخاص. كانت تصريحات رابح تشبه العلاج بالصدمة، فبدل أن ينصب النقاش حول العقوبة التي ستسلطها عليه الجامعة أصبح حول قرار اعتزاله، الذي تراجع عنه في وقت لاحق، دون أن يضمن مكانته في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني.
منير الحمداوي : لما أهدر منير الحمداوي ضربة جزاء في مباراة المنتخب الوطني والطوغو ضمن تصفيات كأس العالم 2010، ثم قام المدرب الفرنسي روجي لومير باستبداله غادر الحمداوي الملعب غاضبا، ونزع قميص المنتخب الوطني، ثم تحدث اللاعب عن اعتزاله الدولي، لكنه سرعان ما تراجع عن القرار بعد ذلك، وأبدى جاهزيته للعب للمنتخب الوطني الذي قال إنه لم يندم على اختياره.
طلال القرقوري : عندما خرج المنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2008 بغانا، لم يتردد المدافع طلال القرقوري في إعلان اعتزاله الدولي. لم يكن القرقوري في حاجة إلى الكثير من الوقت ليتخذ هذا القرار فبعد خسارة المنتخب الوطني أمام غانا بهدفين لصفر في مباراته الثالثة والأخيرة، وخروجه المخيب من المسابقة، أعلن القرقوري قراره النهائي بالاعتزال محملا المدرب الفرنسي هنري ميشيل مسؤولية الإقصاء. ظل القرقوري طيلة المنافسات صامتا رغم أن هنري ميشيل أبعده بشكل مفاجئ من التشكيلة الرسمية للمنتخب الوطني، لكن ما أن انتهت المنافسات حتى أشهر ورقة اعتزاله، كما وجه رسالة لرئيس الجامعة أنذاك الجنرال حسني بنسليمان يشرح فيها ظروف اعتزاله الدولي. بعد اتصالات سيتراجع طلال عن قرار اعتزاله وسيعود للمشاركة مع المنتخب الوطني في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، لكن طلال سيغادر المنتخب نهائيا بعد مباراة الغابون التي خسرها المنتخب الوطني بملعبه وأمام جمهوره بهدفين لواحد، والتي كان من تداعياتها رحيل جامعة الجنرال بنسليمان، ومجيء علي الفاسي الفهري. حاول الفهري بكل السبل إعادة القرقوري إلى المنتخب الوطني، لكن العميد السابق ل«الأسود» أبدى غضبه من تصريحات زميله عبد السلام وادو التي هاجم من خلالها محترفي الخليج، كما لم يستسغ لقاء الفهري بوادو وبعدد من محترفي أوربا واستثناءه للممارسين بالخليج. لذلك لما وجهت له الدعوة للمشاركة في مباراة الكامرون بياوندي أغلق هاتفه النقال، ورفض دعوة الجامعة.
نبيل درار : يوصف بأنه لاعب مزاجي، وبأن لغة الخشب لا تعرف إلى لسانه طريقا. علاقته بالمنتخب الوطني بدأت لما كان المدرب جمال فتحي يقود المنتخب الأولمبي الذي كان يخوض تصفيات أولمبياد بكين 2008. لما انتقل إلى المنتخب الأول لم يتردد في إبداء غضبه الشديد بعد مباراة الغابون ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، فلم يستسغ إبقاء المدرب روجي لومير عليه في كرسي الاحتياط، لذلك انتفض غاضبا، خصوصا أنه في المباريات التي سبقت هذه المباراة كان يلعب أساسيا في التشكيلة. وضع درار قطيعة مع المنتخب الوطني، قبل أن يتراجع عن قراره بعد ذلك، ويخوض مباريات متقطعة مع المنتخب، لكن لاعب موناكو الفرنسي وأغلى لاعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، سينتفض مرة أخرى، وهذه المرة ضد البلجيكي إيريك غيريتس لما وضعه خارج لائحة اللاعبين المشاركين في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون. أعطى درار تصريحات نارية، وقال إن غيريتس يجامل لاعبي الدوري الفرنسي، وأن اختياراته تغلب عليها العاطفة وليست منطقية. وجه غيريتس الدعوة لدرار للمشاركة في مباراة بوركينافاصو الودية التي جرت بمراكش، لكنه رفض الدعوة وقال إن المنتخب المغربي لا يعنيه في الفترة الحالية وأنه يرغب في التركيز على مباريات فريقه، بل إن اللاعب تجنب بنصيحة من وكيل أعماله تصريحاته النارية.
عبد الإله صابر : للاعب الوداد السابق عبد الإله صابر حكاية خاصة مع المنتخب الوطني، فقد كان اللاعبون الذين نشأوا بأوربا هم الذين يقدمون على قرارات الاعتزال، لكن صابر سيقلب الصورة رأسا على عقب. ففي الوقت الذي كان فيه المنتخب الوطني تحت قيادة بادو الزاكي يستعد لنهائيات كأس إفريقيا 2004 بتونس، وكان صابر واحدا من اللاعبين المعول عليهم في هذه البطولة، سيصاب مع فريقه نابولي الإيطالي. ظل صابر يجتر مرارة الإصابة وحيدا دون أن تكلف الجامعة أو المدرب الزاكي نفسه عناء الاتصال به والاطمئنان عليه، كما كشف صابر ل"المساء"، لذلك لم يتردد اللاعب في إعلان اعتزاله الدولي وطي صفحة المنتخب الوطني، بل إنه سيعتزل وهو ما يزال شابا ممارسة كرة القدم بشكل نهائي.