ينعقد في العاصمة القطرية الدوحة، نهاية الأسبوع الجاري، مؤتمر حول القدس بمبادرة من الجامعة العربية، يشارك فيه المغرب الذي يترأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي. ويسعى المؤتمر إلى الخروج بتوصيات تتحول إلى قرارات لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس الشريف وانتهاك حرمات مقدساتها، الإسلامية والمسيحية على حد سواء. انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت فيه نوع من تذكر المحنة الفلسطينية بعد أن غابت طويلا عن أجندة البلدان العربية في الأعوام الأخيرة، وخاصة بعد اندلاع الربيع العربي وحصول التحولات الجديدة في المنطقة العربية؛ فمنذ سنوات طويلة أصبحت القضية الفلسطينية تحتل الصف الثاني أو الثالث بعد الأزمات الإقليمية أو الدولية التي فرضت نفسها كبؤر جديدة للتوتر، مثل العراق، مما جعل العرب يبتعدون عن الملف الفلسطيني، وملف القدس على وجه الخصوص، الأمر الذي أطلق أيادي إسرائيل لتفعل ما شاءت بالشعب الفلسطيني ومقدراته. في الماضي، كان العرب يعتبرون القدس خطا أحمر في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، لكن تراجعهم عن دعم المقدسيين، والفلسطينيين بشكل عام، دفع إسرائيل إلى تغيير معالم المدينة المقدسة بهدف فرض الأمر الواقع والدفع باتجاه التقسيم في أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، حيث تمت عسكرة المدينة ومنع المسلمين والمسيحيين من زيارتها، بل ومن دخولها أو الصلاة فيها أحيانا. ولذلك، فالمطلوب من مؤتمر الدوحة ألا يكون مؤتمر بلاغات أو بيانات مكتوبة على الورق، تقرؤها إسرائيل وتمزقها، بل عليه أن يخرج بقرارات حاسمة وفعالة لإنقاذ المدينة المقدسة، والضغط على إسرائيل وحليفتها واشنطن لضمان حقوق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، والحفاظ على معالم القدس التاريخية والدينية المشتركة.