تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو في الرباط يومي 7 و8 يونيو القادم، المؤتمر الدولي لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. ويعقد المؤتمر تحت الدعاية السامية للعاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس. ويحضر المؤتمر علماء ومفكرون ورجال الدين المسيحي من مختلف الكنائس والطوائف المسيحية، في فلسطين وبعض البلدان العربية والغربية، وشخصيات دينية وثقافية وأكاديمية مهتمة. وسيناقش المؤتمر تاريخ المقدسات الإسلامية المسيحية في فلسطين، وأوضاعها في ظل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والأخطار التي تهددها حاضرا ومستقبلا، ودور المسلمين والمسيحيين في العالم في العمل على حماية هذه المقدسات. وصرح الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن المؤتمر يهدف إلي إثارة اهتمام المجتمع الدولي بخصورة ما تمارسه إسرائيل من أعمال إجرامية تطال المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وإلى مناشدة الضمير الإنسان العالمي والحكومات والدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات الإنسانية المهتمة، القيام بتحرك سريع على الصعيد العالمي، لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، في إطار حملة دولية تستند إلى مبادئ القانون الدولي وتتضافر فيها جهود الحكومات وحمايتها بالوسائل المشروعة التي يكفلها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. وجاء في ورقة العمل التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لهذا المؤتمر أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين تتعرض لمخاطر شديدة من جراء العدوان الهمجي الذي تشنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومرافقه، ومآثره التاريخية، ومقدساته الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وبيت لحم والخليل، وفي غيرها من المدن الفلسطينية. وأكدت الورقة أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة أمام المجتمع الدولي، بعدوانها العسكري المتواصل على الشعب الفلسطيني بجميع طوائفه الإسلامية والمسيحية، وبسياسة التهويد التي تمارسها بكل غطرسة، هادفة من وراء ذلك، إلى تحريف التاريخ الفلسطيني، وإلى تزييف الحقائق والمستندات التاريخية الفلسطينية، ونقل الآثار ومحتويات المتاحف الفلسطينية إلى إسرائيل، وادعاء الملكية للمواقع والمعالم التاريخية المقطوع بصحة نسبتها إلى العرب من المسلمين والمسيحيين عبر العصور المتطاولة، والسعي لدى المحافل الدولية لتسجيل هذه المواقع والمعالم الفلسطينية العربية باعتبارها تراثا يهوديا إسرائيليا. وجاء في ورقة عمل الإيسيسكو التي ستقدم إلى المؤتمر الدولي، أن الأعمال التخريبية والممارسات العسكرية التدميرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، تلحق أفدح الضرر بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهددها بالاندثار والزوال، أو بالتدمير والخراب، أو بإفساد معالمها وتشويه مآثرها، وبهتك قداستها وبامتهان ما تمثله من قيم دينية هي موضع الاعتبار لدى المؤمنين من المسلمين والمسيحيين جميعا، يستوي في ذلك المسجد الأقصى الذي توجد قبة الصخرة ومسجد عمر في ساحته، والحرم الإبراهيمي في الخليل، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم، وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية في عموم فلسطين. واعتبرت ورقة عمل الإيسيسكو أن هذه الممارسات العدوانية التي تقوم بها إسرائيل، هي بكل المقاييس القانونية والتاريخية والأخلاقية، أعمال إجرامية ضد القانون الدولي، وضد الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والقرارات الصادرة عن المؤتمرات الدولية ذات الصلة، ومنها المؤتمر العام لليونيسكو، وضد الإنسانية بصورة عامة، على اعتبار أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، تراث إنساني رفيع المستوى، بقدر ماهي أماكن للعبادة، أو مواقع للاعتبار، أو مواضع تخلد ذكريات دينية تمثل جزءا من التاريخ الديني للمنطقة. وستعقد على هامش المؤتمر، مائدة مستديرة حول إعداد خطة عمل أكاديمية لحملة إعلامية وعلاقات عامة للتعريف بالقدس في العواصمالغربية.