أكد السيد تاج الدين الحسيني الأستاذ بجامعة محمد الخميس بالرباط أمس الخميس بعمان على أن الحماية الحقيقية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين "لن تجد سندها إلا في ظل إنهاء الاحتلال وعودة القدس إلى السيادة العربية". وأوضح السيد الحسيني في مداخلة أمام المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين تحت عنوان "مستقبل القدس وإشكالية الحماية القانونية" أن المنابر المتطرفة في إسرائيل لم تعد تتورع عن التهديد الصريح بنسف المعالم الإسلامية في القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وأنه أصبح من الواجب أخذ هذه التهديدات مأخذ الجد. ودعا السيد الحسيني صانعي القرار في العالم الإسلامي والمسيحي وكل فعاليات المجتمع المدني إلى صياغة استراتيجية متكاملة قصد التعامل بشكل موضوعي وفعال مع المرحلة الراهنة "بما يطبعها من انتظارية وغطرسة اسرائيلية وانحياز أمريكي ولامبالاة على الصعيد الدولي". واقترح مقاربة من شقين أولهما قانوني والثاني إعلامي, حيث دعا على المستوى القانوني إلى العمل على إبراز ضرورة إبرام اتفاقية دولية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين بالاعتماد على توصيات الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة موضحا أن إبرام مثل هذه الاتفاقية سيؤدي إلى نقل آلية الجزاء من منظمة (اليونيسكو) إلى مجلس الأمن وسينتزع الاختصاص القضائي للبت في الجرائم الخاصة بالأماكن المقدسة من القضاء الداخلي ليضعها بين يد القضاء الدولي. وبالنسبة للجانب الاعلامي شدد على ضرورة استخدام الإعلام العربي والأجنبي للتحسيس بالمخاطر المحيطة بالأماكن المقدسة مبرزا ضرورة التواصل مع الإعلام الغربي واقناعه بجدية تهديدات الكيان الاسرائيلي للمقدسات السلامية في فلسطين. وأضاف أن آليات حماية المقدسات لا ينبغي أن تقتصر على عمليات الترميم والإصلاح بل تتطلب دعما ماديا للساكنة كي لا تقوم بتفويت الأراضي أيا ما كانت الاغراءات. يذكر أن الموءتمر الدولي الثاني لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين الذي تنظمه /الإيسسكو/ ولجنة فلسطين الخيرية بالكويت التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم يعرف مشاركة عدد من العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحيين والفعاليات السياسية والمؤسسات والجمعيات المعنية بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. و.م.ع.