أكدت مداخلات الندوة التي نظمت مساء يوم الجمعة الماضي بالرباط تخليدا لذكرى تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي على ضرورة النهوض بأداء المنظمة وتوجيه أولوياتها نحو تحصين الهوية الإسلامية، والدفع بالعالم الإسلامي إلى مستوى الفعل المؤثر في الخريطة الحضارية الراهنة . وأوضح محمد مصطفى القباج عضو أكاديمية المملكة في مداخلة تقديمية لهذه الندوة التي تحمل عنوان منظمة المؤتمر الإسلامي بين الحفاظ على الهوية وتحديات النظام العالمي الجديد المقامة من طرف وزارة الثقافة أن المهام الراهنة المنوطة بمنظمة المؤتمر الإسلامي ترتبط بشكل وثيق بطبيعة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي خصوصا بعد أحداث 11 شتنبر . لقد أصبحت التحديات أخطر على المستويات السياسية والحضارية والعقدية و المسلمون اليوم في قفص الاتهام - يضيف القباج - الذي أكد على الحاجة إلى الخروج من حلقة المواقف الدفاعية التي تطبع استجابة العالم الإسلامي للتحديات المطروحة إلى مستوى الفعل الحضاري المؤثر أمام سعي بعض الجهات الغربية إلى الإجهاز على الوجود الإسلام. وأبرز محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن العالم الإسلامي يعيش يوما بعد يوم واقع الإقصاء والتهميش ويواجه تحديات غير مسبوقة لوجوده على الخريطة الاستراتيجية والحضارية العالمية . وأضاف الحسيني "علينا ألا ننتظر أن يكون النظام الدولي نظاما محايدا معبرا عن قيم مجردة " وقال"ان كل نظام يعبر عن واقع تضارب المصالح وتوازنات القوى في عرض حول العالم الإسلامي وتحديات النظام الدولي في عصر العولمة . وأوضح عضو أكاديمية المملكة أن أحداث 11 شتنبر دفعت بالإسلام إلى واجهة العلاقات الدولية ليصبح القلعة الأولى للصراع مع الغرب بعد انهيار الخصم السوفياتي وفقا لرؤية عدد من الاستراتيجيين وصناع القرار الغربيين . وشدد الأستاذ الحسيني على أن المنتظر من منظمة المؤتمر الإسلامي في المقام الأول هو العمل الدؤوب من أجل تمنيع الهوية الإسلامية أمام تدفقات مسلسل العولمة والوقوف أمام الزحف الكاسح للأحادية القطبية مركزا على أهمية التسلح بوسائل إعلام قوية وجادة قادرة على توضيح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين أمام حملات التشويه المتزايدة. و.م.ع