دعا إلى خطاب إسلامي متجدد وحل دائم للصراع في المنطقة جدد الملك محمد السادس أمس التزام المغرب بمواصلة الجهود على المستويات كافة من أجل وضع حد نهائي للعدوان والاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية, داعيا إلى العمل على إقرار حل سلمي عادل ودائم وشامل للنزاع العربي - الإسرائيلي, عبر إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أساس مبادرة السلام العربية وفي إطار مقررات الشرعية الدولية. "" وأكد الملك محمد السادس في رسالة وجهها إلى الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام, الذي بدأ أعماله في الرباط وألقاها نيابة عنه مستشاره محمد المعتصم, على ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني قائلا انه بصفته رئيسا للجنة القدس فإن المملكة المغربية لن تدخر جهدا للمحافظة على الوضع القانوني للمدينة السليبة والدفاع عن هويتها الروحية والحضارية ورموزها الدينية المقدسة والتصدي لكل الانتهاكات التي تمس بحرمة المسجد الأقصى. وأضاف ان وكالة بيت مال القدس الشريف تواصل انجاز مشاريع ملموسة لفائدة اهل القدس.. معربا عن امله في ان تلقى هذه الوكالة المزيد من الدعم. ودعا الملك محمد السادس الى ضرورة تبني خطاب إعلامي إسلامي متجدد وموضوعي واعتماد أساليب حديثة للتواصل ووضع خطط فعالة لاسماع صوت العالم الإسلامي وشرح مواقفه ونصرة قضاياه العادلة وتمكينه من الاسهام في تعزيز حوار الثقافات والحضارات بما يخدم المثل والاهداف السامية للانسانية. واوضح ان ذلك لن يتحقق الا بالانفتاح على التطور التكنولوجي الاعلامي والتفاعل مع العالم المتقدم اخذا وعطاءً مع تحصين الذات من المؤثرات السلبية وفضح المناورات ومحاولات الغزو الفكري المغلف بالشعارات لاسيما وان بعض وسائل الاعلام الخارجي تروج كثيرا عن الإسلام والمسلمين صورا نمطية وتؤجج التعصب والتطرف وتقوض روح الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي. واكد الملك على ضرورة ضرورة تقليص الفجوة الرقمية والعمل على تقديم صورة الإسلام والمسلمين الحقيقية عقيدة وتراثا وحضارة بما يسمح بالتفاعل السريع والتصدي لكل المحاولات التي تسعى الى احتكار الإسلام من الداخل وكل من يتطاول على تشويهه من الخارج. وشدد على اهمية تمكين وسائل الاعلام في دول العالم الإسلامي من الارتقاء بمستوى ادائها واحترام الاخلاقيات مع التوحد في الدفاع عن القيم والمقومات الروحية للمجتمعات الإسلامية ومصالحها العليا مع مراعاة التنوع والتعددية. وختم الملك محمد السادس رسالته بالقول ان الجرح العميق الذي لم يندمل بعد بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وفتكه المفجع بالأبرياء يذكر بالعدوان الاجراحي على المسجد الأقصى وهو ما يجعلنا امام تحد يراوح مكانه ان لم يكن يدور في حلقة مأساوية من الاثم والعدوان والعنف وتدمير فرص السلام في الشرق الاوسط منذ اكثر من نصف قرن. وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اعلن وزير الاعلام السعودي اياد مدني عن تشكيل لجنة وزارية مصغرة لمخاطبة الاخر وتأسيس صندوق تطوعي يتكامل مع عمل اللجنة وكذلك تكوين لجنة متابعة "ترويكا المنظمة" تعمل على تنفيذ القرارات. ودعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلي, في كلمته, وزراء الاعلام في الدول الإسلامية الى توجيه المؤسسات الاعلامية في بلدانهم الى تخصيص مساحة اعلامية مناسبة واقامة برامج وحوارات فكرية واكاديمية واعلامية على مدار العام للتعريف بالمنظمة ومؤسساتها المختلفة وابراز دورها الفاعل على الساحة الدولية.