وذكر السيد هلال في تدخله خلال النقاش العام حول البند السابع المتعلق ب"حالة حقوق الإنسان في فلسطين وفي الأراضي العربية المحتلة الأخرى", في إطار الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان, بالجهود التي يبذلها, في هذا الإتجاه, صاحب الجلالة الملك محمد السادس, رئيس لجنة القدس. وأوضح الدبلوماسي المغربي أن جلالة الملك ما فتئ يثير انتباه قادة العالم والمجتمع الدولي كافة حول ما يحدث بالقدس الشريف, ودعوتهم إلى الضغط على إسرائيل من أجل حماية المدينة وحقوق أهاليها, وذلك موازاة مع ما يبذله جلالته من مساع دبلوماسية أخرى وعمل سياسي مباشر مصحوبا بجميع أشكال الدعم والمساندة من المملكة المغربية للشعب الفلسطيني. وتطرق السيد هلال, بهذا الصدد, إلى الإعانة التي منحها المغرب مؤخرا للشعب الفلسطيني الشقيق, والتي تقدر بحوالي 15 مليون دولار, تضاف إلى العديد من المشاريع التي يباشرها بيت مال القدس بإشراف شخصي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس, خاصة في ميادين الإسكان والصحة والتعليم. وحذر من أن مدينة القدس الشريف تمر بتحديات كبرى بسبب السياسة الإسرائيلية الرامية لتغيير معالمها العربية والإسلامية من خلال سياسة التهويد, الهادفة إلى الضغط على سكانها لمغادرتها وقبول الهوية التي تريد إسرائيل فرضها على هذه المدينة المقدسة, رمز التعايش والتسامح بين جميع الأديان. وأدان السيد هلال الإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال من قبيل الحفريات وبناء كنيس يهودي, مذكرا بالمخطط الإسرائيلي الخطير الذي تم الشروع فيه مؤخرا, والرامي إلى تفريغ حي البستان في ضاحية سلوان بمدينة القدس من سكانه بهدف تحقيق وجود ثقافي وديني قسري يطمس المعالم الأصلية للمدينة. وأضاف أن المجتمع الدولي شهد ما أقدمت عليه السلطات الإسرائيلية أول أمس من منع للاحتفالات المبرمجة في إطار "القدس عاصمة للثقافة العربية 2009", في خرق علني للمواثيق الدولية, خاصة مقتضيات العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, واتفاقية جنيف الرابعة. وبعد أن دعا المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الممارسات, جدد السفير المغربي التأكيد على الدلالة الكبيرة لهذه الاحتفالات, التي تظهر الموقف العربي الثابت والرافض للاحتلال الإسرائيلي للقدس وعلى عدم التنازل عنها كعاصمة لفلسطين. كما جدد السيد هلال التأكيد على أن المجتمع الدولي, وعلى رأسه مجلس حقوق الإنسان, مطالبان بوضع القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة وقضية القدس الشريف في مقدمة جدول أعماله في الدورات المقبلة ومتابعة تنفيذ القرارات السابقة خاصة القرار س-9/ج.1 الصادر عن الدورة الاستثنائية التاسعة للمجلس. وتابع أن الغاية المثلى هي تحقيق وحماية جميع حقوق الشعب الفلسطيني, في انتظار التوصل إلى حل سلمي دائم, عادل وشامل, للنزاع العربي الإسرائيلي, عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, في إطار مقررات الشرعية الدولية. وقال إن المملكة المغربية, من منطلق إيمانها بالسلم والاستقرار, مقتنعة أن هذه الغاية لن تتحقق بسياسيات الحرب وفرض الأمر الواقع والإجراءات القسرية, ولكن باستئناف المفاوضات للتوصل إلى الحل المنشود الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.