أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف، عمر هلال، أول أمس الاثنين، أن القرارات الأخيرة، التي اتخذتها إسرائيل في القدسالشرقية، خاصة الترخيص بإقامة 1600 وحدة سكنية، أدت إلى عودة التوتر ونسف المحاولات الدولية والعربية الداعية إلى الحوار.وذكر هلال، متحدثا خلال النقاش العام في إطار الدورة 13 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول وضعية حقوق الإنسان في فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، أدان بشدة هذا المشروع الاستيطاني، الذي يتعارض مع الشرعية الدولية، ويعد خرقا سافرا للقرارات الأممية الداعية لمنع تغيير وضع وطبيعة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس الشريف. وبعدما سجل الإدانة الدولية الشاملة للقرار الإسرائيلي، أبرز هلال أن المغرب يطمح إلى أن تساهم جهود هيئات الأممالمتحدة، بما فيها مجلس حقوق الإنسان، في وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن مثل هذه الممارسات غير الشرعية والمنافية لخيار السلام. وقال السفير المغربي إن السلام المنشود في المنطقة رهين بحماية حقوق الشعب الفلسطيني من الانتهاكات والتجاوزات الرامية إلى تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس الشريف وإلى استبعاد ملف القدس المصيري عن مفاوضات الوضع النهائي. وأكد أنه "لكي ينعم المقدسيون بحقوقهم الدينية والثقافية وكل الحقوق الأساسية الأخرى، فإن على إسرائيل أن تكف عن التصرفات الاستفزازية غير المسؤولة، التي لا تؤدي سوى إلى تعميق الهوة بين الأطراف المعنية وإثارة التطرف وإذكاء الكراهية في نفوس شعوب المنطقة". وجدد هلال الدعوة إلى التحلي بالحكمة وتغليب الحلول السلمية على سياسات الأمر الواقع التي تلجأ إليها إسرائيل، مبرزا أن ذلك لن يتأتى إلا بتفعيل أحكام الشرعية الدولية الرامية للحفاظ على مكانة القدس التاريخية، وهويتها الدينية والحضارية، حتى تقوم بدورها التاريخي كفضاء للتعايش والتسامح بين الديانات.