جدد السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة السيد محمد لوليشكي، أمس الأربعاء بنيويورك، التأكيد على انخراط المملكة في كافة الجهود الدولية الرامية إلى إحياء مسلسل السلام في الشرق الأوسط. وقال السيد لوليشكي، في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن، إن "المغرب وانطلاقا من التزامه بالعمل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط فإنه ينخرط، كعضو في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، في كافة الجهود الدولية لإعادة إنطلاقة فعلية لمسلسل التفاوض" يؤسس لحل دائم وشامل تتصدره قضايا الوضع النهائي وخاصة القدس الشريف. +تحكيم المنطق لمعالجة قضية القدس+ وأضاف أن المملكة وانطلاقا من المسؤوليات التي يضطلع بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رئيسا للجنة القدس، "تثير انتباه المجتمع الدولي إلى الوضع الخطير في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنها تدعو في نفس الوقت إلى ضرورة إعمال العقل وتحكيم المنطق لمعالجة قضية القدس من زواياها المختلفة الأبعاد والتي لا تهم المسلمين فقط وإنما تخص كل أتباع الديانات السماوية وكل الضمائر الحية في العالم". وتابع أن "انشغالنا البالغ بالتطورات الخطيرة التي تعرفها القضية الفلسطينية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يوازيه إلا إيماننا الراسخ بأن عملية السلام خيار لا مناص منه وأن إنجاحها ضرورة حتمية تفرضها المصلحة المشتركة لكل شعوب المنطقة للعيش في سلام ووئام وتعاون". كما أبرز الديبلوماسي المغربي أن "المملكة تتابع وبتقدير جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبعوثه الخاص السيناتور جورج ميتشل لتجاوز الصعوبات التي تعترض مسلسل السلام وتتطلع إلى أن يواصل مساعيه بهذا الخصوص إلى أن يتحقق الهدف المنشود". وأضاف "كما نثمن كل الجهود الدولية الأخرى بما فيها الأوروبية، ونأمل إلى أن تفضي إلى انطلاقة جديدة للمفاوضات على أساس قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة ومرجعية مدريد وكذا الاتفاقيات والتفاهمات بين الأطراف ومبادرة السلام العربية". وأوضح السيد محمد لوليشكي أنه "آن الأوان لتضطلع المجموعة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والدول الفاعلة بمسؤوليتها لحمل إسرائيل على التراجع عن وضع العقبات أمام انطلاقة مسلسل التفاوض وللتجاوب مع المجهودات التي تستهدف خلق مناخ من الهدوء لاستئناف عملية السلام التي من خلالها سيتم التوصل إلى حل عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط تتحول من خلاله القدس إلى فضاء للتعايش والأمن والسلم بين دولتين فلسطينية وإسرائيلية". +الانسحاب من الأراضي العربية، ضرورة+ وشدد على أن "هذا الحل، العادل والشامل، لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية بما فيها الجولان وما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة". وبالرجوع لقضية القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ذكر الديبلوماسي المغربي أنه "في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يأمل بعد وقف إطلاق النار بموجب قرار مجلس الأمن 1860 أن تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وأن تتراجع عن سياسة العقاب الجماعي في حق الشعب الفلسطيني. لكن العكس هو الذي حصل حيث تضاعف النشاط الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية عبر الاستحواذ على أملاك الفلسطينيين وإجبار السكان العرب على النزوح لإحلال المستوطنين مكانهم ومواصلة بناء الجدار العازل". أما في مدينة القدس، فذكر السيد لوليشكي أيضا، بأن إسرائيل مازالت ماضية في سياسة التهويد عن طريق مصادرة الأراضي في الأحياء العربية، والإصرار على بناء وحدات سكنية ومنشآت جديدة في المستعمرات اللا شرعية التي أقامتها، فضلا عن مواصلتها الحفريات المشبوهة وإقامة شبكات أنفاق تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك بمبررات واهية. كما أبرز الأعمال الرامية للتغطية على محاولات متكررة تستهدف إباحة المسجد الأقصى المبارك والمساس بحقوق المصلين في الولوج الآمن وغير المشروط لأماكن العبادة. وأكد الديبلوماسي المغربي أيضا على أنه "قد تابعنا بقلق بالغ خلال الثلاثة أشهر الماضية الارتفاع المحموم في وتيرة الاعتداءات الممنهجة في حق السكان المقدسيين الذين سحبت منهم بطائق إقاماتهم في الوقت الذي لم تتوقف فيه السلطات الإسرائيلية عن مواصلة الترخيص ببناء وحدات سكنية جديدة في المستعمرات اللاشرعية التي أقامتها في القدس". وقال إن "من شأن هذه الأعمال الاستفزازية والأحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للمدينة المقدسة وطمس هويتها في خرق واضح للشرعية الدولية وتحد سافر للمشاعر الدينية الإسلامية والمسيحية، أن تزيد من التوتر في المنطقة وتخلق وضعا متفجرا يعيق أي تقدم نحو تحقيق حل الدولتين".