قرر جلالة الملك محمد السادس عدم الحضور شخصيا في القمة العربية الاستثنائية المقترحة بالدوحة للانكباب خصيصا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وكذا في القمة العربية الاقتصادية بالكويت المبرمجة منذ مدة والمفتوحة على كل المواضيع وخاصة الوضع في فلسطينالمحتلة. وأوضح بلاغ للديوان الملكي يوم الأربعاء أن القرار الملكي السامي ينطلق من حيثيات موضوعية واعتبارات مؤسفة متمثلة في الوضع العربي المرير الذي بلغ حدا من التردي لم يسبق له مثيل في تاريخ العمل العربي المشترك. وأضاف البلاغ أن مجرد طرح فكرة عقد قمة عربية استثنائية أصبح يثير صراعات ومزايدات تتحول أحيانا إلى خصومات بين البلدان العربية مشيرا إلى أن المؤسف أن هذه الخلافات الجانبية تهمش القضايا المصيرية للأمة وفي صدارتها قضية فلسطين. كما أنها تحجب جوهر الصراع القائم في المنطقة وتصب في خدمة مصالح الأعداء الحقيقيين للأمة. وأكد البلاغ أنه للحقيقة والتاريخ فإن المغرب إذ يستحضر بكل مرارة كل ملابسات هذه الظرفية الصعبة ؛ فإنه يعتبر أن قدسية القضية الفلسطينية وجسامة المعضلات العربية وحِدّة الانقسامات البينية ؛ كل ذلك يتطلب أن يتحلى كل منّا بأعلى درجات المسؤولية, والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية . ومن هنا يعتبر البلاغ فإن حل النزاع العربي الإسرائيلي يتطلب وضع استراتيجية عربية محكمة وتحركا عقلانيا مضبوطا وتضامنا ملموساً فضلا عن وحدة الكلمة ونبذ التجزئة والتفرقة والحسابات الضيقة. وأكد أن هذا هو السبيل الذي انتهجه المغرب على الدوام حيث ظل في طليعة المدافعين بكل صدق وحكمة والتزام, عن القضية الفلسطينية وعن كافة القضايا العربية العادلة سواء في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني, خلد الله في الصالحات ذكره أو في عهد جلالة الملك محمد السادس. وأضاف البلاغ أن المغرب ملكاً وحكومة وشعباً سيواصل مناصرته للقضية الفلسطينية التي يعتبرها في مستوى قدسية قضية وحدته الترابية. وبنفس روح الالتزام والتضامن يقول البلاغ سيواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس الشريف تكريس كل جهوده وتحركاته على كافة المستويات والمحافل والجبهات الثنائية والجهوية والدولية, لإقرار حل عادل ودائم وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي الذي يمر حتماً عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف على أساس مبادرة السلام العربية وفي إطار مقررات الشرعية الدولية التي تقضي بتعايش الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في أمن وسلام. وخلص البلاغ إلى أن المغرب بمعية كل أشقائه من ذوي الإرادات الصادقة يجدد الإعراب على هذه الأسس الصريحة والمخلصة عن انخراطه القوي والدائم في كل عمل عربي مشترك على سائر المستويات وفي مختلف المجالات.ومن هذا المنطلق ستشارك المملكة المغربية في أشغال القمة العربية الوشيكة بدولة الكويت الشقيقة. ومن جهته عبر الوزير الأول السيد عباس الفاسي عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي عن تأييده للتحليل الثاقب لجلالة الملك وبعد نظر جلالته ، وعبر عن الاعتزاز بالدعم الذي يوليه جلالة الملك رئيس لجنة القدس لنضال الشعب الفلسطيني وعن المساندة المطلقة التي أبداها جلالة الملك بدعم أهالي غزة.