قرر جلالة الملك ، عدم الحضور شخصيا في القمة العربية الاستثنائية المقترحةبالدوحة ، للانكباب خصيصا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ؛ وكذا في القمة العربية الاقتصادية بالكويت، المبرمجة منذ مدة, والمفتوحة على كل المواضيع، وخاصة الوضع في فلسطينالمحتلة. وأوضح بلاغ للديوان الملكي ، اول امس الأربعاء، أن القرار الملكي السامي ينطلق من حيثيات موضوعية، واعتبارات مؤسفة، متمثلة في الوضع العربي المرير، الذي بلغ حدامن التردي، لم يسبق له مثيل في تاريخ العمل العربي المشترك. وأضاف البلاغ أن مجرد طرح فكرة عقد قمة عربية استثنائية، أصبح يثير صراعات ومزايدات، تتحول أحيانا إلى خصومات بين البلدان العربية مشيرا إلى أن المؤسف أن هذه الخلافات الجانبية تهمش القضايا المصيرية للأمة، وفي صدارتها قضية فلسطين. كما أنها تحجب جوهر الصراع القائم في المنطقة، وتصب في خدمة مصالح الأعداء الحقيقيين للأمة. واعتبر المصدر ذاته أن هذا السياق المشحون بالشقاق، يعطي الانطباع للرأي العام العربي، بوجود جو مطبوع بمحاولات الاستفراد بزعامة العالم العربي، أو خلق محاورومناطق استقطاب. وهو المنحى الذي يرفض المغرب دوما الخوض فيه. وأضاف البلاغ أنه بدل أن يقوم الخلاف حول استراتيجيات مضبوطة ؛ تراه ينحصر اليوم، مع كامل الأسف، في حزازات، لا يترفع عنها إلا من رحم ربك من القيادات الحكيمة، المعروفة بمواقفها المتزنة. والأدهى من ذلك، يقول البلاغ، أن الأمر يكاد يبلغ بالبعض حد اختزال القمم العربية، على أهميتها، في لحظة الاجتماع نفسه، والظهور أمام وسائل الإعلام، مما يفضي إلى تبخيس الرهان الأساسي للقمة في المجادلة حول مكانها وزمانها وموضوعها،والاحتساب الشكلي لنوعية الحضور ومستواه، واستنزاف فعالياتها في ملاسنات معمقة للجراح. وتابع البلاغ أن هذا ما يتيح، ببالغ الأسف، لخصوم الأمة العربية الفرصة للترويج لصورة مهزوزة، من عدم النضج، واللامسؤولية, وابتذال اللقاءات العربية.وهي صورةلا نرضاها لأمتنا العربية.ومهما كان الواقع الموضوعي المؤلم لجسامة الاعتداءات الخارجية، فإن علينا أن نصارح أنفسنا بأن المشكل يكمن في الذات العربية نفسها. ومن ثم, يضيف البلاغ، فإن حل هذا المشكل يبدأ من العرب أنفسهم.وإذا لم يستطع الوطن العربي الوصول إلى حلول للمشاكل البينية، التي تهدر طاقاته، فإنه لن يستطيع حل أي صراع خارجي. وهو ما يدل عليه الواقع المرير في المواقف العربية تجاه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد البلاغ أنه للحقيقة والتاريخ، فإن المغرب، إذ يستحضر بكل مرارة, كل ملابسات هذه الظرفية الصعبة ؛ فإنه يعتبر أن قدسية القضية الفلسطينية، وجسامة المعضلات العربية، وحِدّة الانقسامات البينية ؛ كل ذلك يتطلب أن يتحلى كل منّا بأعلى درجات المسؤولية، والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية. ومن هنا ، يعتبر البلاغ ، أن حل النزاع العربي الإسرائيلي يتطلب وضع استراتيجية عربية محكمة، وتحركا عقلانيا مضبوطا، وتضامنا ملموساً ؛ فضلا عن وحدة الكلمة، ونبذ التجزئة والتفرقة، والحسابات الضيقة. وأكد أن هذا هو السبيل الذي انتهجه المغرب على الدوام، حيث ظل في طليعة المدافعين، بكل صدق وحكمة والتزام، عن القضية الفلسطينية, وعن كافة القضايا العربية العادلة، وأن المغرب ملكاً وحكومة وشعباً, سيواصل مناصرته للقضية الفلسطينية ، التي يعتبرها في مستوى قدسية قضية وحدته الترابية. وخلص البلاغ إلى أن المغرب و بمعية كل أشقائه من ذوي الإرادات الصادقة، يجدد الإعراب على هذه الأسس الصريحة والمخلصة، عن انخراطه القوي والدائم في كل عمل عربي مشترك و على سائر المستويات، وفي مختلف المجالات.ومن هذا المنطلق، ستشارك المملكة المغربية في أشغال القمة العربية الوشيكة بدولة الكويت الشقيقة.