تحت شعار نحو مشاركة شبابية جامعية في مشروع النهضة والتحرر انطلقت يوم الإثنين المنصرم 29 نونبر 2004 برحاب جامعة محمد الأول بوجدة فعاليات الدورة السابعة للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي الذي دأبت منظمة التجديد الطلابي على تنظيمه سنويا. وبمشاركة متميزة لكافة فروع المنظمة بأركان الجامعة المغربية، وفي جو من الحماس بالإقلاع القوي للمنظمة بعد إنجاز المؤتمرات المحلية والانخراط في التجسيد العملي لمشروع المنظمة في أبعاده الكبرى الثقافية والشبابية والمدنية والنضالية. افتتاح المنتدى افتتح الأستاذ مصطفى الخلفي رئيس المنظمة بكلية الحقوق فعاليات هذه الدورة السابعة من المنتدى التي تحمل اسم محمد بن عبد الكريم الخطابي بكلمة تأطيرية أكد من خلالها على الأهداف الأساسية للمنتدى بما هو فرصة للتجسيد العملي لمشروع المنظمة، الذي يتحدد حسب الأستاذ الخلفي في ثلاث أبعاد كبرى تتجلى في النهضة بما هي أفق، والتحرر بما هو ثقافة، والمشاركة بما هي منهج وسلوك حضاري واعي، ثم عرض بعد ذلك لواجهات العمل الكبرى للمنظمة وتحدياتها ورهاناتها ومواقفها الداعمة للعمل الوحدوي المجسد لقيم الحوار والتواصل في أفق النهضة والتحرر. بعد ذلك ألقى الأستاذ إسماعيل زوكار الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجامعة محمد الأول بوجدة كلمة أكد فيها على دور الحركة الطلابية في تجاوز أزمة الجامعة مذكرا بالتحديات التي تواجه العمل النقابي والنضالي بالجامعة المغربية في سياق اعتماد الوزارة الوصية لمقاربة تسريعية في تنزيل الإصلاح الجامعي بشكل لا يستجيب لحاجات الجامعة وتحدياتها الأساسية. كما قدم الأستاذ قراءة فاحصة للوضع الجامعي وللموقف الناقد للسياسة التعليمية بالمغرب، وهو ما أكد عليه فصيل الوحدة والتواصل في كلمته التي ذكرت بالمواقف المبدئية الرافضة للتطبيق الإرتجالي والمغامر للإصلاح البيداغوجي، وأكدت على اعتزام الفصيل توجيه مذكرة مطلبية في نقد السياسة التعليمية بالمغرب في اتجاه وزارة التعليم العالي، وعلى دعوته إلى فتح حوار جامعي وطني مع الأطراف المسؤولة المعنية بقضايا الجامعة من أجل إصلاح جامعي حقيقي ومسؤول، كما أكدت كلمة ممثل فصيل الوحدة والتواصل على أهمية المشروع التجديدي والنهضوي متعدد الأبعاد الذي تمثله منظمة التجديد الطلابي، بما هو مشروع للمساهمة في حل أزمة الجامعة وأزمة الحركة الطلابية عبر استثمار المداخل القانونية والمدنية والانفتاح على المحيط الشبابي والسياسي. كما عرفت الجلسة الافتتاحية مشاركة ممثل عن الطلبة الموريطانيين الذي أكد في كلمته على العمق الوحدوي والحضاري لمشروع منظمة التجديد الطلابي، مؤشرا على أهمية المبادرات التي تقودها في التأطير الثقافي والفكري والنضالي للطلاب بالجامعة المغربية، في حين أشاد ممثل عن شبيبة الحركة من أجل الأمة بالمسار الثقافي للمنظمة مشيرا إلى أهمية تكاثف جهود العمل الطلابي والشبابي الإسلامي من أجل رفع تحديات المشروع الثقافي الإسلامي بالجامعة المغربية. ندوة الفكر الإسلامي وإشكالية التجديد وشهدت الجلسة المسائية بكلية الآداب بوجدة ندوة حول موضوع الفكر الإسلامي المعاصر وإشكالية التجديد شارك فيها الأساتذة سمير بودينار ونزيهة معريج، مصطفى المرابط وأحمد الريسوني. في المداخلة الأولى التي تقدم بها الأستاذ سمير بودينار نيابة عن الدكتور مصطفى بن حمزة، اعتبر الأستاذ أن التجديد قضية ملتصقة بذاتية التفكير الإسلامي المؤصلة في المرجعية القرآنية والحديثية وأيضا في الخبرة التاريخية للإسلام، وأنها ملازمة له في عمقه الحضاري وسيرورته التاريخية، فهي ليست قضية طارئة واضطرارية أو محكومة بقوالب الزمن الوضعي المرتبط بالعلاقة مع الآخر (الغرب) في مفهومه الجيوتاريخي، كما أشار الأستاذ إلى أن التجديد في الفكر الإسلامي ينطرح كإشكالية بصدد علاقته بالوحي فيكون التجديد هو منهج الإقتراب من الوحي قراءة وتدبرا وتنزيلا من جهة أولى، وفي علاقته بالإنسان من خلال تجسيد جدلية الزمن في علاقته بالوحي من جهة ثانية، وفي علاقته بالتراث فيكون التجديد أثرا من آثار جدل الإنسان الوحي والواقع. وفي المداخلة الثانية حاولت الأستاذة نزيهة معاريج استقصاء الدلالة اللغوية لمفهوم التجديد وعلاقته بالاجتهاد بما هو فرع من أصل التجديد، منتهية في جهدها لتجذير المفهوم إلى أن التجديد مصطلح إسلامي ومنهج حضاري توجها واختيارا، وأنه كما قد يكون التجديد فرديا قد يكون جماعيا أيضا، منطلقة من الحديث الشريف إن الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، ممثلة بمجموعة من النماذج المرتبطة باتجاهات التجديد التي قسمتها إلى ثلاث هي؛ الإتجاه التغريبي، الإتجاه السلفي ثم الإتجاه التوفيقي، وأيضا بالحركات الإسلامية الإصلاحية التي تحمل مشروع التجديد في الفكر الإسلامي في علاقته بأبعاد العمل والفكر والتصديق. وتطرق الدكتور مصطفى المرابط نائب رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين لموضوع الندوة انطلاقا من تفكيك عناصر العنوان، وعبر قراءة تحليلية عميقة أكد الأستاذ المحاضر على العلاقة التلازمية بين الفكر والمرجعية المؤطرة له، معتبرا أن الحديث عن التجديد في الفكر الإسلامي وربطه بالبعد الإشكالي يعني أن هذا الفكر معزول ويحتاج إلى تجديد واجتهاد، وأن هذه الأزمة المحكومة بجدل النص والواقع وبجدل المرجعية الإسلامية في علاقتها بمرجعية المعاصرة المرتبطة بالغرب، ومن جهة أخرى أكد الأستاذ المحاضر على تهافت المعيار الإيديولوجي في تصنيف التيارات الفكرية، وهو ما يفرض تجاوزه نحو معيار جديد يقوم على القيم الثقافية والحضارية، وذلك باستصحاب المنهج الخلدوني الذي يمثله قانون الدورة الحضارية، معتبرا أن الفكر الإسلامي قد عرف مرحلة نشأة تأطرت بتحدي الإستعمار والصدمة مع الآخر والإحساس بالتأخر التاريخي ومنه طرح سؤال النهضة انطلاقا من ردة فعل حضارية، ثم مرحلة النضج التي تميزت بالتبلور التنظيمي للفكر الإسلامي من خلال بروز حركة الإخوان المسلمين التي مثلت الإجابة الإصلاحية التجديدية على سؤال النهضة، وأن الفكر الإسلامي الجديد الذي ينطلق من التسعينات يحتاج إلى استيعاب التحديات الذاتية في علاقته بالمعاصرة وبالتالي استدعاء النظر في الحركة والعمل والوعي باللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة الإسلامية التي دخلت دورة حضارية جديدة، وفي التكيف مع التحديات الموضوعية المرتبطة بتطور الفكر الغربي المهيمن في اتجاه تدمير هوية الإنسان في بعدها البيولوجي (البيئة) والثقافي (الأخلاق والقيم)، بحيث يتعين على رواد الفكر الإسلامي المعاصر وحملته تأسيس التفاعلية في العلاقة بين العمل والنظر وأيضا في العلاقة بين الفكر الإسلامي والمشترك الإنساني العام. وبسط الدكتور أحمد الريسوني المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالمغرب في مداخلته التي عنونها ب أسس التجديد الديني ومعالمه ما اعتبره القضية الأم في الفكر الإسلامي أي التجديد الديني، معتبرا أن هذا الأخير بناء ونتيجة وأنه ملازم للحياة البشرية بمختلف العصور، معتبرا أن منطق الدورات الحضارية الخلدوني منطق يفسر حركة السنن الإلاهية في الكون، وأن الدين بدوره يمر بدورات تحتاج معه إلى تجديد وتحيين مستمر ومتواصل ليبقى الإسلام صالحا لكل زمان ومكان، وأكد على أن الدين ليس سكونيا وجامدا، وأن ثبوتيته في بعض الأبعاد لا تعني عدم وجود مساحات التحول والتجدد، فالدين حسب الأستاذ الريسوني مساحة وأفق متحرك يحتاج إلى التكيف المستمر والمراجعة الدائمة والتجديد، فهو مساحة تسع المجتهد والمقتصد معا، وقد عرض لمجموعة من النماذج التي تؤكد طرحه من خلال مناقشة قضايا الحجاب والجهاد والقتال..، واعتبر أن الأحكام في الشريعة الإسلامية تدور مع عللها وأن منها ما هو مطلق وما هو مقيد وما هو متروك للتقدير الفقهي، أي ما يعرف بالأعمال المسكوت عنها التي تحتاج إلى الاجتهاد، و إذا كانت مداخلة الدكتور الريسوني قد ركزت على التجديد في بعده التأصيلي العملي، فإنها قد انتهت إلى التذكير بالأبعاد الأخرى للتجديد الفكرية والمعرفية والوجدانية، حيث اعتبر الأستاذ الريسوني أن الحركة الإسلامية قد نجحت في كسب التجديد الوجداني، وأنها تحتاج بذلك إلى رفع تحدي كسب التجديد المعرفي والسياسي. وقد عرف الحي الجامعي أمسية إبداعية شارك فيها مجموعة من الطلاب والطالبات بمساهمات إبداعية فنية وشعرية تعالج قضايا الجامعة المغربية و الوطن وقضايا الأمة وخاصة في فلسطين. الأدب الإسلامي ومالنهوض الحضاري وفي صبيحة يوم الثلاثاء يوم 30 نونبر عرفت كلية الآداب محاضرة في موضوع الأدب الإسلامي والنهوض الحضاري ؛ في المداخلة الأولى التي تقدم بها الأستاذ موسى الشيحي أكد على رسالية الأدب الإسلامي القديم وأنه كان حاضرا في جميع الظروف والمواقف حاملا للقضايا والأفكار ومدافعا عن القيم الثقافية والإنسانية، عارضا في بنائه الإستدلالي لجملة من المواقف والنماذج، في حين ركز الأستاذ إسماعيل الإسماعيلي على اعتبار أن الأدب خاصة الشعر منه، من المكونات الأساسية في النهوض الحضاري رغم نزوعه نحو الخيالية، بحيث أن الشعر الإسلامي المتفاعل مع المصدر الأساسي والأول في التصور الذي هو القرآن الكريم هو شعر تغييري نهضوي في العمق، يعانق قضايا الأمة الثقافية والفكرية والسياسية، وقد كان موعد المشاركين والحاضرين في الندوة مع كلمة الأديب والناقد الأستاذ حسن الأمراني التي أكد من خلالها على الأهمية المحورية للأدب بالنسبة للأمم، وعلى دوره في النهوض الحضاري بالنسبة للمسلمين، معتبرا أن الأدب الإسلامي يهتم بأبعاد الفكرة والجمالية الفنية وأيضا الوجدانية، فهو بذلك أدب يستجيب للفطرة ويخاطب العقل والقلب معا. نقاش علمي حول أزمة الإصلاح الجامعي وفي المساء شهدت رحاب كلية العلوم ندوة حول الإصلاح الجامعي:الأزمة والآفاق من تأطير كل من الأستاذ محمد الأمين أفيلال والأستاذ عبد العزيز أفتاتي، حيث تطرق في المداخلة الأولى الأستاذ أفيلال رئيس فرع المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث بجامعة محمد الأول إلى عدم جدية الإصلاح الجامعي، متسائلا عن النموذج الذي وضع على أساسه، ومؤكدا على أن الإصلاح يشكل عبئا على الأطراف المعنية مباشرة به من طلبة وأساتذة وإداريين، وأن النظر إلى الإصلاح ينبغي أن ينطلق من هذه المواقع، مستحضرا المسؤولية الوطنية ومؤكدا على أن الجامعة تعيش وضعية شاذة تتسم بعدم وضوح مستقبلها والأهداف المنوطة بها في علاقتها بمحيطها والظروف الخارجية، وأيضا بطغيان السياسي واحتكاره لصنع القرار، مع تغييب المنطلقات الأخرى العلمية والثقافية والتنموية، وهو ما يجعل الأزمة تتعمق مع كل إصلاح يهم الجامعة المغربية. ثم تدخل بعد ذلك الأستاذ عبد العزيز أفتاتي، عارضا لأوجه النقص والقصور في السياسة التعليمية بالمغرب، مركزا على مناطق الاختلال البنيوي في الإصلاح البيداغوجي، ومحملا الوزارة الوصية مسؤولية التراجع عن الوعود المعلنة بخصوص الإصلاح الجامعي، داعيا إلى ضرورة المراجعة الشاملة للمقتضيات المؤطرة لتنزيل الإصلاح، ومشيدا بموقف فصيل الوحدة والتواصل الرافض للتطبيق الارتجالي للإصلاح الجامعي وبكل المواقف النضالية الواعية. بينما عرف الحي الجامعي مساءا أمسية ساخرة نشطها الفنان مسرور المراكشي، والتي لقيت إقبالا جماهيريا منقطع النظير، كما كان موعد الطلبة مع حلقية مركزية أطرها الأستاذ مصطفى الخلفي الذي ركز على الأبعاد الكبرى لمشروع منظمة التجديد الطلابي مرحبا بكل المواقف المبنية على مبادئ الحوار والتواصل في مناقشة أزمة الحركة الطلابية وخيارات التجاوز. عبد الكريم الخطابي وسؤال النهضة والتحرر وفي يوم الأربعاد 1 دجنبر برحاب كلية الآداب حاضر الأستاذ مصطفى الخلفي باحث في العلوم السياسية ورئيس منظمة التجديد الطلابي في موضوع تجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي وسؤال النهضة والتحرر معتبرا أن النقاش في هذا الموضوع هو رغبة في استشراف المستقبل وفي طرح سؤال النهضة من خلال التجربة التاريخية الثرية التي قادها الزعيم الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي، خاصة في ظل الأطروحات المهيمنة حول الإستعمار والتجزئة والتفكيك الجيواسترتيجي للأمة الإسلامية، وقد تضمن العرض المقدم في هذه الجلسة معطيات غنية ترصد وتحلل بعمق أرشيف ووثائق استعمارية حول عبد الكريم الخطابي لم ينتبه إلى أهميتها في تأكيد البعد التحرري الإسلامي في تجربة الخطابي، وعمقها الجماهيري الذي يؤشر عليه حسب الأستاذ الخلفي العمل على توحيد الريف المعاصر، من خلال مناهضة الاستعمار باستراتيجية عسكرية متميزة، وطرح مشروع التوحيد والخلافة الإسلامية والانخراط في بناء علاقات متينة في المحيط الإقليمي والإسلامي والدولي في مسعى اكتساب الشرعية النضالية ضد الاستعمار، كما أكد الخلفي على أن الخطابي كان يتميز بمواقفه القوية في القضايا الوطنية والإسلامية والإنسانية برؤية سياسية شمولية، تتمثل قيم الوحدة على أساس العقيدة، والتعاون على أساس وحدة المشترك الثقافي. وقد أكد الأستاذ المحاضر على أن التاريخ الحقيقي لتجربة المقاومة تاريخ غير مكشوف في عدد من جوانبه، وأن المؤرخ المغربي يتحمل مسؤوليات تزييف جزء من الذاكرة التاريخية للأمة والوطن، وهو ما يستلزم إعادة إحياءه واستحضاره حضاريا وعلميا، وإعادة صياغة التاريخ المغربي المقاوم بهدف بناء مشروع النهضة والتحرر والإجابة عن سؤال المستقبل، وبناء جيل المقاومة والجهاد الذي يستجيب لتحديات اللحظة الاستعمارية الجديدة التي تقوم على مركبات التجزئة والتفكيك الجغرافي والهوياتي للأمة، وذلك على أرضية الإسلام التجديدي المقاوم كما مثله المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي. هذا و قد طالب الأستاذ مصطفى الخلفي من موقعه كمهتم بالبعد العلمي في تجربة المقاومة التي قادها الزعيم الخطابي، وأيضا باعتبار رئاسته لمنظمة التجديد الطلابي التي رفعت شعار النهضة والتحرر في المنتدى الوطني لهذه السنة، طالب من خلال هذه المحاضرة التي حضرها جمهور كبير بإعادة رفات الخطابي إلى الأرض المغربية مشيرا إلى الأهمية السيميائية لهذه المطالبة في التأكيد على العمق الوطني المقاوم في شخصيته. مستقبل الحركة الإسلامية بالمغرب وفي الجلسة المسائية كان موعد الجماهير الطلابية الحاشدة بكلية الآداب بوجدة مع محاضرة الأستاذ عبد الإله بنكيران في موضوع الحركة الإسلامية وتحديات الوضع السياسي، معتبرا أن الزلزال الذي أصاب الكتلة الشرقية مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم، وما سببه من تمركز الهيمنة الغربية في القطب الأمريكي، الذي يستثمر نتائج التطور العلمي والتكنولوجي بما هو نتاج إنساني في اتجاه تعميم النموذج الاستهلاكي المادي الغربي تحت اسم العولمة، أصبح يفرض على النخب السياسية و الثقافية العربية والإسلامية الانخراط الكلي والمباشر في المشروع الأمريكي، وهو ما يطرح أمام الحركة الإسلامية تحدي التفاعل مع الغرب و التنبيه إلى مخاطر الاختراق الثقافي والقيمي. وقد أكد الأستاذ بنكيران أن المشروع الإسلامي أصبح في واجهة الصراع مع المشروع الأمريكي، وهو ما يفرض على الحركة الإسلامية الرفع من قدراتها التكييفية والاستجابة للتحديات الحضارية التي تطرحها، محاولا في ذلك الكشف عن أسباب فشل بعض التجارب الحركية الإسلامية بسبب عدم تطويرها لجهاز المناعة الذاتية أو عدم القدرة على تأسيس خطاب معقلن في اتجاه المجتمع والسلطة والغرب، عارضا في ذلك للنموذج الجزائري والتونسي، ومؤكدا على نجاح الحركة الإسلامية في الخروج من المأزق الذي حاولت بعض الأطراف أن توقعها فيه مستفيدة في ذلك من التجربة الجزائرية والتونسية. بعد ذلك تطرق الأستاذ لجملة من مواقفه المبدئية في القضايا السياسية الكبرى، مؤكدا على رفضه للزيادة في التعويضات المعتمدة للبرلمانيين اعتبارا للمصلحة العليا للبلاد في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي تعيشه. ولم يفت الأستاذ بنكيران أن يشيد بالتجربة التي تقودها منظمة التجديد الطلابي في الجامعة المغربية، معتبرا أنها قد تأخرت في إنجاز هذه الخطوة التأسيسية في الحقل الجامعي، محاولة في ذلك رفع التحديات الحقيقية التي تواجه الطلبة و الشباب المغربي عموما. وشهد هذا اليوم إحياء ليلة قرآنية متميزة رفعت لها شعار في رحاب القرآن، تم الاستماع فيها لمجموعة من المقرئين عن معهد البعث الإسلامي بوجدة، لقيت استحسان الحاضرين، وخاصة الأستاذ عبد الله النهاري الذي أشاد بالأهمية المفصلية للاهتمام بالقرآن الكريم قراءة وتدبرا وحفظا، مؤكدا على أهمية القرآن في حياة المسلم عامة والشباب خاصة، مستشهدا بمن كان خلقه القرآن، ومن كان قرآنا يمشي على رجليه خير البرية محمد (ص)، ومشيرا إلى أن القرآن روح الأمة ومناعة الشباب المسلم في واقع الانحلال الأخلاقي والقيمي الذي تعرفه مجتمعاتنا. وفي يوم الخميس 02 دجنبر كان موعد الوفود المشاركة مع أعمال الورشات بكليتي الآداب والعلوم في المواضيع التالية: مشروع المذكرة المطلبية حول الجامعة المغربية، إمكانات وضوابط العمل القانوني والمدني، الخطاب الدعوي والجامعة الوطنية من تأطير القيادات الطلابية للمنظمة، وقد عرف المنتدى في أيامه الأولى سلسلة من الأنشطة الطلابية الموازية كتنيظم معرض للكتاب في مختلف التخصصات، وتنظيم عكاظيات للإبداع الطلابي في الشعر بمشاركة مبدعين من الجامعات المغربيةن فضلا عن ورش طلابي مفتوح للعناية بالحرم الجامعي لوجدة، كماشهدت مختلف الفقرات حلقات نقاش قبلية حول مشروع المنظمة وأولوياتها وتوجهاتها في المرحلة القادمة، وذلك بحضور فعاليات وقيادات المنظمة في الجامعات المحلية وذلك من 15فرع للمنظمة. ويذكر أن المنتدى يتميز بتنظيم أوراش طلابية في الكليات الثلاث(الآداب والعلوم والحقوق) تتضمن حملة للنظافة ورسم مجموعة من الجداريات، وأيضا جملة من النقاشات حول القضايا المطروحة في المنتدى في المجالات الدعوية والسياسية والفكرية والنقابية، و ينتظر أن تقام ندوة حول الشباب المغربي ومشروع النهضة من تأطير الأساتذة محمد الهلالي و عبد العزيز رباح و عبد الله البقالي يوم الخميس ليلا، على أن تختتم فعاليات المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي السابع الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي اليوم الجمعة 02 دجنبر بمهرجان فني حافل، ع.العزماني