دعا المؤتمر الدولي الثاني حول حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، في ختام أعماله مساء اليوم في عمان، المجتمعَ الدوليَّ وكل المتعاطفين مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، إلى فضح الأساليب التعسفية لقوات الاحتلال الإسرائيلية، من تدمير للمقدسات واعتداء على السكان والأرض والعمران، وممارسة القتل والاغتيال والطرد والتهجير والسجن والهدم وقلع الأشجار المثمرة، وتجريف الأراضي الزراعية وبناء الجدار العنصري العازل والحزام الأمني، وتجويع الشعب الفلسطيني وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية على مؤسساته كافة بهدف تذويبها . وأوصى بإنتاج أفلام وكتب باللغات الأجنبية تظهر الحق العربي والتاريخي على القدس الشريف، من خلال نتائج التاريخ الملموس (الحفريات الأثرية)، بعد أن زورت إسرائيل التاريخ المقروء حول فلسطينوالقدس. وشدّد على ضرورة فضح ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمل ضد حرية العبادة، وتحاصر المسجد الأقصى المبارك وكنيسة المهد في بيت لحم والمسجد الإبراهيمي في الخليل وكنيسة القيامة في القدس، وتمنع المصلين من الوصول إلى هذه الأماكن، وفي الوقت نفسه تسمح للأحزاب اليهودية المتطرفة بالاعتداء على حرمة المسجد الأقصى. وأكد المؤتمر على دعم المؤسسات الإسلامية والمسيحية التعليمية والخيرية في فلسطين، حتى تتمكن من أداء مهامها والقيام برسالتها وترسيخ الوجود الفلسطيني، وبخاصة في القدس الشريف، وعلى ضرورة تنقية المناهج التعليمية الإسلامية والمسيحية من كل إشارة سيئة إلى عقائد المسلمين والمسيحيين. وأوصى المؤتمر بإعداد استراتيجية محكمة لمواجهة برنامج الهجرة اليهودية إلى فلسطين الذي يمثل جوهر المشروع الصهيوني وغايته ووسيلته لفرض تغييرات سكانية وجغرافية على الأرض الفلسطينيةالمحتلة. كما دعا المؤتمر الذي عقد بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ولجنة فلسطين الخيرية، إلى حوار (إسلامي إسلامي) و(مسيحي مسيحي) وصولاً إلى حوار (إسلامي مسيحي)، من أجل التصدي المشترك للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الإنسان قبل المقدسات، وإلى إقامة معرض متنقل عن القدس الشريف باعتباره وسيلة ملموسة لكسب الرأي العام العالمي من خلال نشر الحقائق وتفنيد أباطيل الإعلام الإسرائىلي وادعاءاته، وإثبات عروبة القدس، وفضح الممارسات التعسفية والمجازر التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية. وأوصى المؤتمر بإعداد أطلس جغرافي وسياسي واقتصادي واجتماعي للقدس الشريف، يوثّق الجرائم الإسرائيلية والاعتداءات على المقدسات في فلسطين، باللغات الحية، ونشره وتوزيعه على الدول الغربية وبقية دول العالم. كما أوصى المؤتمر بإنتاج فيلم وثائقي باللغات الحية عن المجازر الإسرائيلية والاعتداءات التي طالت المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، على منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الثقافية والإعلامية والقانونية المهتمة بالقضية الفلسطينية، وتشجيع إقامة علاقات تعاون وتوأمة وتبادل زيارات بين مؤسسات الجاليات الإسلامية والمسيحية المغتربة وبين الفلسطينيين، عبر تأسيس علاقات ثقافية واستثمارات اقتصادية وإنشاء لجان خيرية لدعم مشاريع حماية المقدسات في فلسطين. ودعا المؤتمر منظمات اليونسكو والإيسيسكو والألكسو، واتحاد جامعات العالم الإسلامي وغيرها من المؤسسات ذات الاهتمام، إلى وضع مناهج خاصة بالقدس لطلبة التعليم الثانوي والعالي، والطلب إلى المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي إدراجها ضمن مناهجها الدراسية. كما دعا المؤتمر الإيسيسكو إلى فتح صفحة على شبكة الإنترنت تخصص للتعريف بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وإبراز المخاطر التي تهددها، وفضح المحاولات الإسرائيلية لتهويدها وتدميرها وطمسها وتغيير مسمياتها. وأوصى بتشجيع التعاون بين المنظمات الدولية والإقليمية وبخاصة اليونسكو والإيسيسكو والألكسو والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت (لجنة فلسطين الخيرية)، من أجل وضع برنامج كامل لتحديد الاحتياجات واقتراح الحلول العملية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. وأشاد بمبادرة الإيسيسكو والمنظمة العربية للمحامين الشباب والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، بإنشاء المرصد الدولي لتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين، وناشد الدول والمنظمات والهيئات الوطنية والإقليمية والدولية، تقديم كل أشكال الدعم لهذا المرصد، حتى يساهم في فضح هذه الجرائم فضحاً موثقاً، واطلاع الرأي العام الدولي على مخاطر الممارسات الإسرائيلية وجرائمها وما تمثله من انتهاكات لحقوق الإنسان وتجاوز الشرعية الدولية والقرارات الأممالمتحدة. كما ناشد المؤتمر المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية والإعلامية ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على إيقاف بناء الجدار العنصري العازل وهدمه، امتثالاً لقرارات وتوصيات الهيئات الدولية ذات الصلة. ودعا المؤتمر اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية للمحامين الشباب، لتشكيل فريق قانوني متخصص لوضع النصوص القانونية للدفاع عن الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتعاون مع الهيئات الدولية لتطبيق القوانين ذات الصلة. ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى إعداد الدراسات القانونية وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع المنظمات الدولية ذات الصلة، من أجل إبرام اتفاقية دولية لحماية الأماكن الدينية والمقدسات من مختلف مناطق العالم، وبخاصة التي تخضع للاحتلال. وأكد المؤتمر على توعية الحقوقيين المسلمين والمسيحيين بأهمية تكاثف الجهود والتعاون من أجل تطوير وتفعيل القوانين الدولية التي تساهم في حماية المقدسات وسد الثغرات وأوجه القصور الموجودة فيها والتي تستغلها في غالب الأحيان، سلطات الاحتلال الإسرائيلية بقصد تبرير الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي والإيسيسكو إلى التفاوض مع القنوات الفضائية العربية التي تخطط للبث باللغة الإنجليزية، لتخصيص ساعات بث تلفزيونية تعرف بقضية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وناشد الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات الإسلامية الثقافية والمصرفية، توفير الدعم اللازم لذلك. وكلف المؤتمر الإيسيسكو بتشكيل فريق عمل متخصص لإعداد مشروع خطة عمل إعلامية وآلياتها التنفيذية للتعريف بقضايا القدس الشريف، تعرض على المؤتمرات العربية والإسلامية المتخصصة لدعمها واعتمدها. وكان المؤتمر الدولي الثاني حول حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، الذي عقد تحت الرعاية السامية لجلالة العاهل الأردني الملك عبد اللَّه الثاني، قد بدأ أعماله صباح الثلاثاء، في عمان، وشارك فيه العلماء المسلمون، ورجال الدين المسيحي، وباحثون أكاديميون، وحقوقيون، وإعلاميون.