اتفق الأربعاء عدد من الصحفيين الفلسطينيين والمتخصصين في مجال حقوق الإنسان على ضرورة تكثيف الجهود لوضع آليات متكاملة لفضح الممارسات والاعتداءات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني، والاهتمام بنشر ثقافة القانون الدولي الإنسان والقوانين والقرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال مناقشات جرت في العاصمة الأردنية "عمان" على هامش دورة "حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني" التي ينظمها "المعهد العربي لحقوق الإنسان" بالتعاون مع "مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان "و"المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" والمنعقدة منذ التاسع عشر من الشهر الجاري لعدد من الصحفيين من الضفة وغزة، وفلسطيني الخط الأخضر. وأكد الصحفي والمحاضر التونسي "صلاح الدين الجورشي" على ضرورة استخدام أساليب حديثة في توثيق الجرائم الاحتلالية والبعد عن الروتين، لضمان التأثير على الجماهير المستهدفة وشد انتباههم. وأشار إلى ضرورة مخاطبة الجماهير المختلفة حسب ثقافتها ولغاتها،والى عدم تناول الضحايا الفلسطينيين كرقم،بل الاهتمام بالقصص الإنسانية المؤثرة. وبين أن مقاومة الإحباط لدى الجمهور يجب أن تكون مسألة استراتيجية بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين عند تناول القضايا الوطنية والاعتداءات الإسرائيلية،لان من أخطر الأمور أن يكون وجود الاحتلال وارتكابه لجرائمه أمرا اعتياديا. وقال "حمدي شقورة" مسؤول برنامج تطوير الديمقراطية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين تستدعي الاهتمام بشكل اكبر من قبل الصحفيين بتوثيق الجرائم الإسرائيلية اليومية وعلى رأسها القتل وتدمير المنازل والاستيطان وضم مساحات شاسعة من الأراضي تحت مسمى إقامة الجدار الفاصل. وشدد شقورة على أن الجدار العازل هو مشروع استيطاني خطير يقوم على أساس ضم المزيد من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لإسرائيل بشكل يتنافى مع القانون الدولي الذي منع ضم أراضي الغير بالقوة. ودعا شقورة إلى وجود علاقة استراتيجية متينة بين الإعلام والقانون الدولي الإنسان وكذلك مختلف المؤسسات الناشط في مجال الحريات وحقوق الإنسان،لان الإعلام من أبرز الوسائل الناجعة لكشف الجرائم الإسرائيلية وفضحها،وكذلك وسيلة لنشر ثقافة القانون الدولي الإنساني ومواثيق جنيف. وأعرب محمود خلوف الصحفي المتخصص في مجال حقوق الإنسان بوكالة الأنباء الفلسطينية"وفا" عن اعتقاده بأن الظروف القاهرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تستدعي الإسراع في إيجاد صحافة متخصصة بمجال حقوق الإنسان والجرائم الاحتلالية على الأرض. وأوضح الصحفي خلوف أن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى إعلام توثيقي ويركز على فضح جرائم الحرب الإسرائيلية بشكل علمي مدروس،لان العالم بأسره يتحدث اليوم عن جرائم الحرب وتقديم المجرمين مستقبلا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورأى الصحفي "عبد الناصر أبو عون" من إذاعة "صوت الحرية" في غزة بأن هنالك حاجة ملحة لخلق إعلام متخصص في مجالات حقوق الإنسان على غرار الإعلام الرياضي والنسوي،لان الحالة الفلسطينية والحرب الدموية بحق الشعب الفلسطيني تستدعي إيجاد هذه النوع المتخصص من الإعلام. وطالبت الصحفية "هديل الحصري" من مؤسسة"رامتان" الإعلامية بوجود تخصص في الجامعات والمعاهد الفلسطينية لتخريج طلبة متخصصين في إعلام حقوق الإنسان. وشددت المصورة الصحفية "منى القواسمي" على ضرورة البدء بإصدار صحيفة أو مجلة في الأراضي الفلسطينية تتخصص بمجالات حقوق الإنسان وفضح الممارسات والاعتداءات الاحتلالية الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. وأوضح الصحفي عادل الزعنون من تلفزيون فلسطين أن الحالة الفلسطينية بهذه الفترة لا تستدعي وجود إعلام يتخصص في مجال حقوق الإنسان،لان المطلوب بالأساس تثقيف الصحفيين وإرشادهم إلى سبل تغطية الجرائم الاحتلالية وتوثيقها بطريقة موفقة. عمان- التجديد