واصل المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة، أعماله بعد ظهر أول أمس الثلاثاء في الرباط، في إطار ورشة عمل أولى حول المبادرات التربوية لتعزيز الحوار، برئاسة الدكتورة فوزية العشماوي، الأستاذة بجامعة جنيف، وقد ناقش أعضاء المؤتمر الذين شاركوا في ورشة العمل، قضايا تربوية تتصل بمراجعة المقررات الدراسية والمناهج الجامعية والكتب المدرسية في بعض التخصصات الرئيسة، وستنظم صباح غد الأربعاء ورشة العمل الثانية حول المبادرات الثقافية لتعزيز الحوار، بينما ستنظم ورشة العمل الثالثة والأخيرة، مساء اليوم حول المبادرات الاتصالية والإعلامية لتعزيز الحوار، ويعقد المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة، الذي افتتح أعماله أول أمس الثلاثاء، برعاية جلالة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واليونيسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز الدنماركي للثقافة والتنمية، ومؤسسة أناليند الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات (صزدح). وقد دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو ، إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات باتخاذ مبادرات عملية وإدراجها ضمن عملية التنمية المستدامة، وأكد في افتتاح المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات أمس في الرباط، على ضرورة تعميق معرفتنا بالآخر وبتاريخه وقيمه، وتأسيس علاقاتنا على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوّع الثقافي والحضاري. وقال أمام المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية جلالة العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن الظروف التي يمرّ بها العالم اليوم تحتِّم علينا جميعاً، تعبئةَ الطاقات وحشدَ القدرات الذاتية لتعزيز ثقافة الحوار وقيم التعايش بين الشعوب، ولاِحترام الخصوصيات الثقافية والحضارية والتنوّع الثقافي. وأعلن أن الإيسيسكو تؤمن بالحوار البَنَّاء المتفاعل مع الآخر، وتقدر المصالح المشتركة التي تجمعها مع المنظمات المشاركة في المؤتمر، وهي واعية بضرورة السعي من أجل تحقيق النفع العام للإنسان، بعيداً عن هذه الحدود الوهمية المفتعلة بين حضارات الأمم وثقافاتها. وأكد الدكتور المنجي بوسنينة، المدير العام للأليكسو في كلمته، على ضرورة الحوار وجدواه مقابل أطروحات الصراع والصدام بين الحضارات، موضحاً أن الثقافة العربية الإسلامية ثقافة حوار وانفتاح على الآخر. ودعا السيد هانس دورفيل، ممثل المدير العام لليونيسكو، إلى إقامة جسر بين المقاربة النظرية لحوار الحضارات وبين الصياغة العملية، وذلك بالانتقال من الحوار بين الحكومات إلى الحوار بين الشعوب، وشدّد على ضرورة التزام متعدّد الأطراف لإنجاح هذه المبادرة. وقال السفير سعد الدين الطيب، مستشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إن الظرف الراهن يقتضي القيام بإجراءات جديدة غير نظرية أو أكاديمية بسبب تفاقم خطر الكراهية للإسلام وتكرار الربط بينه وبين الإرهاب، مشيراً إلى الحوار الجاد الذي يتم حالياً بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتنسيق الجهود من أجل محاربة ظاهرة كراهية الإسلام، وأعلن عن إنشاء مرصد إسلامي لرصد وتوثيق مصادر كراهية الإسلام في الغرب في مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وطالب السيد أولاف جرلاش هنسن، مدير المركز الدانماركي للثقافة والتنمية، باتخاذ مبادرات يكون من شأنها تعزيز التنوّع بين الثقافات والقيم البشرية. ودعا السيد تراوغوت شوفتهالر، المدير التنفيذي لمؤسسة أناليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، إلى إشراك الشباب في الحوار، وباحترام المعايير المشتركة للقيم الثقافية. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ممثل الأمين العام للمجلس الأوروبي الذي أكد على مضمون شعار (الوحدة في التنوّع) من أجل تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون.