أوصى المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة، بقيام الحوار بين الثقافات على القيم الإنسانية المشتركة ومبادئ السلام وحقوق الإنسان والتسامح والمواطنة الديمقراطية، وبمراجعة هذه القيم والمبادئ عند إعداد المناهج الدراسية وتطوير المضامين والمنهجيات وتكوين المدرسين وفي عملية التعلّم، مع الحرص على إشراك الأسر ومختلف مكونات المجتمع. كما أوصى المؤتمر في ختام أعماله التي انعقدت أخيرا بالرباط، في وثيقة أصدرها بعنوان (تعهدات الرباط)، بمراجعة المناهج الدراسية لتفادي الإفراط في التبسيط وتنمية الوعي بالاختلاف الثقافي وبأبعاده المتعدّدة وبمصادره وإسهاماته المختلفة، وبالتركيز بشكل أكبر على إدماج التعليم متعدّد الثقافات في مرحلة التعليم قبل المدرسي والتعليم الأساسي، ومواصلته في مراحل التعليم الثانوي والعالي والتكوين المستمر للكبار، في إطار منظور طويل المدى لعملية التعليم، وبإيلاء العناية لإدماج أبعاد الحوار بين الثقافات في برامج التعليم غير النظامي وحملات محو الأمية والأنشطة الموازية للمناهج الدراسية، من قبيل برامج التبادل والملتقيات الخاصة بالشباب. وأوصى المؤتمر الذي شاركت في تنظيمه ست منظمات دولية وإسلامية وعربية وأوروبية، بمواصلة إعداد دراسات حول الصور النمطية في الكتب المدرسية عن ثقافة الآخر، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتصحيحها، وإنشاء مراصد حول الكتب المدرسية لرصد الصور النمطية ومظاهر الإجحاف والمغالطات والمفاهيم الخاطئة في مختلف المواد الدراسية، والقيام بالتدابير اللازمة لتصحيحها، وبإيلاء المزيد من العناية لدور اللغات وتدريسها لمدّ جسور الحوار بين الثقافات، مع التركيز على اللغات المحلية، لاسيما في مجال محو الأمية باللغة الأم. كما أوصى المؤتمر بتعزيز تدريس اللغة العربية في البلدان غير الناطقة بها، لترسيخ قيم الفهم والتفاهم، وبتشجيع الحوار بين الثقافات في المدارس من خلال تعليم خلاق وتدريس الفنون والمسرح والغناء والموسيقى، وبالعمل على ترسيخ الحوار بين الثقافات من خلال مناهج دراسية تشمل التربية البدنية والأنشطة الرياضية، مع التركيز على الألعاب والأنشطة الرياضية التقليدية وبرامج التبادل والملتقيات الخاصة بالشباب، باعتبار ذلك جسراً للتواصل بين الثقافات والشباب على وجه الخصوص، وذلك في إطار السنة الدولية 2005 للتربية البدنية والرياضية. وطالب المؤتمر بإحداث المزيد من الكراسي الجامعية في مجال الحوار بين الثقافات في بلدان ومناطق ثقافية مختلفة، وبالاستفادة من الشبكات المتوفرة المختصة في مجال الحوار وتوظيفها بين المنظمات المشاركة في تنظيمه، وبتعزيز برامج التبادل والمدارس الصيفية الخاصة بالشباب وتشجيع تنظيم تظاهرات ثقافية خاصة. وطلب المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من الحكومات، لاسيما في العالم العربي، الاستفادة على نحو ملائم من الاتفاقيات الثنائية ومتعدّدة الأطراف، باعتبارها أرضية لتعزيز الحوار بين الثقافات. كما دعا المشاركون في المؤتمر الجمعيةَ العامة للأمم المتحدة إلى الاعتراف التام بالدور الريادي الذي تضطلع به اليونسكو والمنظمات المشاركة في هذا المؤتمر، إنْ على المستوى النظري أو التطبيقي، في مجال تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب، وفي بلوغ نتائج ملموسة، من خلال ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتأكيد مواصلة الدور الريادي لليونسكو في هذا المجال. ووجَّه المشاركون في المؤتمر برقية شكر وتقدير إلى جلالة العاهل المغربي راعي المؤتمر، كما أشادوا بجهود الإيسيسكو في الإعداد والتنظيم. وقد عقد المؤتمر الدولي حول تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة، برعاية جلالة الملك محمد السادس، وبالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واليونيسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز الدانماركي للثقافة والتنمية، ومؤسسة أناليند الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات.