في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنفيذ مخططاتها لتهويد مدينة القدس وتهجير اهلها من خلال سياسة هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، وجهت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات رسالة مناشدة للزعماء العرب المجتمعين اليوم الاثنين في الدوحة لاتخاذ قرارات عملية لحماية المدينة المقدسة من التهويد والحفاظ على طابعها العربي والاسلامي. وطالبت الهيئة القادة العرب باعطاء القدس الأهمية اللازمة، واتخاذ مواقف وقرارات حازمة وعاجلة لمواجهة الهجمة الخطيرة التي تتعرض لها المدينة ومقدساتها ومواطنيها على يد سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية المتطرفة. وفي الرسالة التي وجهت للزعماء العرب بينت الهيئة الاسلامية المسيحية ان سلطات الاحتلال استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية ان تسلب القدس من اهلها ومواطنوها ومن جميع المؤمنين بها من مسلمين ومسيحيين. واشارت الهيئة في رسالتها الى اهم الاخطار التي باتت تحدق بالمدينة المقدسة حيث تم عزلها عزلا تاما عن محيطها الفلسطيني والعربي من خلال الجدار الفاصل والتحكم الكامل في المداخل القليلة التي ابقت المدينة مع الاراضي الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من الدخول اليها بشكل كامل. ونوهت الهيئة الى استهداف الوجود العربي في المدينة استهدافا مباشرا ومنظما، عن طريق سحب الهويات من المواطنين الفلسطينيين ومنع تراخيص البناء وهدم البيوت وتهجير الاحياء العربية ومضاعفة الضرائب ومصادرة الاراضي، الامر الذي ادى الى انتشار الاكتظاظ السكاني والفقر والنقص الحاد في البنى التحتية للتعليم والصحة والسكن في صفوف اهالي المدينة مما قد يؤدي في نهاية المطاف الى عمليات تهجير قهري واسعة للمواطنين المقدسيين وهو ما تهدف اليه سلطات الاحتلال من وراء ذلك كله. واشارت الهيئة الاسلامية المسيحية في رسالتها للقمة العربية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة الى استهداف سلطات الاحتلال الاسرائيلي للبلدة القديمة من القدس والمسجد الاقصى وسائر المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، وذلك من خلال مواصلة اعمال الحفر وتفريغ الاتربة والحجارة من تحت البنايات القديمة. واوضحت الهيئة ان هناك جيشا كبيرا من العمال العاملين مع ما يسمى سلطة الآثار الاسرائيلية الذين يعملون تحت الارض واسفل البنايات القديمة بصورة متواصلة في القدس الامر الذي ادى لانهيارات جزئية في حي باب السلسلة ومدرسة بنات القدس وداخل ساحات الاقصى، اضافة الى ظهور عدد كبير من التشققات داخل مرافق المسجد الاقصى وفي قسم كبير من البنايات السكنية القديمة، مشددة على ان سلطات الاحتلال تسعى من وراء ذلك الى اعلان البلدة القديمة والمقدسات الموجودة فيها بنايات غير آمنة وغير صالحة للسكن الامر الذي يعطيها مبررا قويا لاخلاء البلدة القديمة من مواطنيها تمهيدا لهدمها واعادة بنائها وفق رؤيتها ومخططاتها، وهو ما تحلم به منذ عقود وتوشك ان تحققه اذا ما بقيت اللامبالاة العربية والاسلامية تجاه القدس على ما هي عليه. واعربت الهيئة في رسالتها عن امل الشعب الفلسطيني وابناء القدس في انهاء حالة الانقسام العربي العربي والفلسطيني الفلسطيني في هذه القمة، وتوجيه الانظار نحو القضايا الرئيسة والكبرى للامة وعلى راسها القضية الفلسطينية.