فيما اكدت مصادر فلسطينية الاثنين ان اسرائيل تمارس التطهير العرقي ضد اهالي القدس ابلغت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عدداً من العائلات الفلسطينية التي تقطن الى الشرق من نابلس شمال الضفة الغربية بضرورة اخلاء منازلهم تمهيدا لهدمها، وذلك في الوقت الذي واصل فيه الجانب الفلسطيني التحذير من التطهير العرقي في مدينة القدسالمحتلة.واستنكر الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين، إعلان بلدية الاحتلال الاسرائيلي عن نيتها ترحيل 1500 مواطن مقدسي عن منازلهم في حي البستان بسلوان بهدف فتح نفق تحت الارض لربط حائط البراق بما يسمى ب 'الحي اليهودي' المقام على أنقاض أراضي حارة الشرف الذي هدمته قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 قائلاً: إنه مقدمة لسياسة ترانسفير جديدة بحق المقدسيين ومحاولة فرض واقع ديموغرافي جديد في مدينة القدس، كما أنه يدخل في إطار محاولات الاحتلال الاسرائيلي تهويد المسجد الاقصى المبارك من خلال العمل على تغيير معالمه الاسلامية. يدرس رئيس بلدية القدسالمحتلة منير بركات، أن يعرض على 1500 فلسطيني من سكان سلوان، شرقي القدس، إخلاء منازلهم بمحض إرادتهم، مقابل الحصول على أراض بديلة. وفي هذا الإطار التقى مؤخرا عضو البلدية المسؤول عن شرقي القدس، ياكير سيغيف، مع عدد من السكان، وعرض عليه إمكانية إخلاء منازلهم المعرضة للهدم بذريعة أنها بنيت بدون ترخيص. ونقل عن سيغيف قوله إنه لا يوجد أي خطة لتعويض السكان، وانه صدرت أوامر هدم منازلهم. وبحسبه فإن البلدية تنوي تنفيذ هذه الأوامر. وأضاف أن ذلك قد طرح كفكرة على السكان. من جهته اوضح التميمي ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي وأذرعها الاستيطانية تقوم بحملة تهويدية غير مسبوقة لمحيط المسجد الأقصى المبارك مما يدل على تزايد المخاطر المحدقة به يومًا بعد يوم، مشيرا الى ان ما يحدث ليس وليد اللحظة وإنما هو إجراء خططت له سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ سيطرتها على المدينة المقدسة بعد حرب عام 67، ولا تخفي سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها من أجل تحقيق ذلك تقوم بالاستيلاء على بيوت المواطنين المقدسيين في البلدة القديمة، وطردهم من الأحياء العربية والإسلامية وذلك من خلال جمعيات ومؤسسات وحركات يهودية متطرفة، إضافة إلى تقديمها الدعم المالي واللوجستي للاستيطان في المدينة. ودعا التميمي الأمة العربية والإسلامية ولجنة القدس للعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، وانتهاكاتها الدائمة لحرماته بصورة منافية للشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم، قائلا:'إن ما يجري من اعتداءات على المسجد الأقصى المبارك يضع الأمة كافة أمام مسؤولية تاريخية، لرد الخطر الداهم الذي يتهدده، والتحرك السريع لنصرة مسجدهم ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم'، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية حازمة لمحاسبة الاحتلال على ما يقوم به ضد القدس ومقدساتها. من جهتها اتهمت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد حربها على القدس وطالبت بوقفة عربية ودولية حازمة لإنقاذ المدينة المقدسة. وقال الأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر الاحد 'إن سلطات الاحتلال اليوم باتت تتجه نحو توسيع دائرة الاضطهاد للمقدسيين باستهداف سكان أحياء بأكملها، والعمل على تجريد عشرات الآلاف من المقدسيين من مواطنتهم'. وأضاف أن سكان حي البستان جنوب المسجد الأقصى أصبحوا اليوم في دائرة الخطر الحقيقي، خصوصاً بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية المخطط الذي كان قد قدمه أهالي الحي ، وقد جاء هذا الإلغاء نتيجة مصادقة اللجنة المذكورة على مخطط آخر لنفس المنطقة قامت بإعداده بلدية الاحتلال، وبموجب المخطط الجديد سيتم إزالة القسم الأكبر من حي البستان وتشريد سكانه البالغ عددهم (1500) مواطن،وتجريف الحي وتحويله إلى حدائق عامة ، وذلك ضمن مخطط واسع يهدف إلى تهويد محيط المسجد الأقصى أو ما يعرف 'بالحوض المقدس'. وأكد الدكتور خاطر أن سلطات الاحتلال تحاول خداع المواطنين في حي البستان عن طريق مقايضة منازلهم بمساكن بديلة في أحياء مقدسية أخرى مثل بيت حانينا وغيرها، مناشداً أهالي حي البستان التنبه لهذا الخطر وعدم الوقوع في هذا الفخ والتمسك إلى النهاية بحيهم ومنازلهم، لأن إخلاء هذا الحي يعني إعطاء الفرصة التي طالما تمناها الاحتلال للإطباق على الأقصى والبلدة القديمة من الناحية الجنوبية، الأمر الذي سيسهل عليه تنفيذ باقي أجزاء هذا المخطط الهادف إلى إخلاء معظم الأحياء العربية ومن ثم إخلاء البلدة القديمة من كل المواطنين المقدسيين. وأوضح أنه في الوقت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في استهداف حي البستان جنوب الأقصى تشرع أيضاً في استهداف حي الشيخ جراح شمال الأقصى ، قائلاً 'إن هذا التطور الخطير يعكس حجم الاضطهاد الذي بات يعاني منه المواطن المقدسي ويكشف في الوقت نفسه عن المستوى الخطير الذي بلغته عملية التهويد المستمرة والمتواصلة منذ احتلال القسم الشرقي للمدينة عام 1967م. وبين الدكتور خاطر أن سلطات الاحتلال كانت قد نجحت في تهجير عشرات الآلاف من المسيحيين بفعل الظروف القاسية التي تفرضها على الفلسطينيين عموماً، حتى أن نسبتهم اليوم في الأراضي المقدسة لم تعد تتجاوز 1' بعد أن كانت تصل أحياناً إلى أكثر من 5' . وقال: نحن نغتنم زيارة البابا المقررة في الثامن من ايار القادم ، لنلفت انتباه قداسته الى المؤامرة الصهيونية على الوجود المسيحي في القدس والاراضي المقدسة عموما ،والتي تؤدي الى تناقص مستمر في اعداد المسيحيين يوما بعد يوم. وطالب البابا بأن يخصص جزءاً من زيارته إلى الأراضي المقدسة للإطلاع على معاناة أهل المدينة المقدسة من المسيحيين والمسلمين، مؤكداً أن الاضطهاد والعنصرية ضد المسيحيين والمسلمين في إسرائيل هي في تزايد مستمر، وبات المطارنة ورجال الدين المسيحي يتعرضون لكثير من المضايقات والسخرية أثناء توجههم إلى كنيسة القيامة. ووجه خاطر نداء للأمة بمسلميها ومسيحييها الالتفات إلى ما يجري في المدينة المقدسة واتخاذ مواقف وإجراءات من شأنها ردع الاحتلال ووضع حد لمخططاته قبل فوات الأوان. ومن جهة اخرى هدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي الاحد خيمة الصمود، المعروفة باسم خيمة 'أُم كامل' التي تم طردها من منزلها بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدسالمحتلة، لصالح جماعات يهودية متطرفة. ودمر جنود الاحتلال كل محتويات الخيمة، واعتدوا على مجموعة من المتضامنين، ومنهم أجانب، خلال محاولتهم التصدي لآليات الهدم. وقالت أم كامل إن آليات الاحتلال تحرسها قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال اقتحمت منطقة الشيخ جراح، وفرضت طوقا مُحكماً على محيط الخيمة وشرعت بهدمها، لافتة إلى أنها طلبت من ضابط الاحتلال المشرف على عملية الهدم إبراز أي أمرٍ لتنفيذ الهدم، فقال لها إن المطلوب منه هو تدمير الخيمة بشكل دائم، وحاول الاعتداء عليها. وأضافت أم كامل أن الخيمة قانونية وهي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن هدف الاحتلال هو الإمعان بسياساته القهرية ضد المواطنين. وتتزامن عملية الهدم مع وجود قضية تتعلق بمنازل الحي التي يتهدّدها خطر الإزالة لإقامة حي يهودي استيطاني بعد تشريد 28 عائلة مقدسية. يُذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي يُدمر فيها الاحتلال خيمة 'أم كامل' ويتم نصبها مُجدداً من قبل المتضامنين وسكان الحي. وكانت مصادر إعلامية عبرية ذكرت أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تضغط على بلدية الاحتلال والشرطة في القدس لإزالة الخيمة بأي شكل من الأشكال لأنها تسببت بتشويه صورة 'إسرائيل' في الخارج. وفي ظل الاستهداف الاسرائيلي لاهالي القدس لم تسلم الضفة الغربية من ذلك الاستهداف حيث أبلغ الجيش الإسرائيلي الأحد رسمياً خمس عائلات فلسطينية من منطقة طانا الواقعة في أراضي قرية بيت فوريك شرق نابلس قرار هدم منازلها، وسلمها إخطارات رسمية بذلك. وقال رئيس مجلس بلدي بيت فوريك عبد الباسط حنيني إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة طانا وسلمت خمسة مواطنين اخطارات بإخلاء منازلهم الواقعة في المنطقة بأسرع وقت ممكن قبل هدمها من قبل الجيش الاسرائيلي. وأكد أن قوات الاحتلال كانت قد ابلغت 25 مواطناً فلسطينياً آخر بقرار هدم منازلهم وصادرت ما يقارب 12 الف دونم من اراضي منطقة طانا الزراعية البالغة مساحتها حوالي 18 الف دونم ومنعت كافة المواطنين من دخولها. واضاف حنيني أن المواطنين الذين تم ابلاغم بقرار الهدم هم: محمد توفيق عادل نصاصرة، وداوود قاسم سلمان خطاطبة، وعبد الحميد طاهر قاسم خطاطبة، وعرفات محمود احمد نصاصرة، ورضوان قاسم سليمان خطاطبة. وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال سلم تلك العائلات إخطارات خطية موقعة باسم الجيش تلزمهم بإخلاء منازلها والرحيل عن الخربة نهائيا. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا مطلع هذا الشهر يتيح للجيش هدم منازل الخربة وطرد سكانها. وأشار سكان الخربة إلى أن جيش الاحتلال رفض طلبهم باللجوء إلى الكهوف فيما إذا هدمت منازلهم. وقالوا إن الجيش طلب منهم الرحيل نهائيا عن المنطقة.