من الواضح ان إسرائيل لا تريد السلام مع الفسطينيين ولا الاستقرار في المنطقة , وان تصرفاتها في كل يوم تفضحها وتكشف نياتها الحقيقية؛ ومن بين هذه التصرفات الشاذة ، مخططها الاخير والقاضي بهدم 88 منزلا ، وتشريد 1500 مواطن فلسطيني بالقدس الشريف، والذى يندرج في اطار مخططات تهويد المدينة، وتدمير المسجد الاقصى الشريف، وان هذا المخطط الاجرامي الجديد ليس له وصف سوى انه تطهير عرقي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين. ان مثل هذا التصرف البغيض والاجرامي من جانب إسرائيل، لا يجب السكوت عليه، وان المجتمع الدولي الراعي للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مطالب بالتحرك السريع، وان هذا التحرك لن يتم الا بضغط عربي وإسلامي. ولذلك فإن العرب والمسلمين مطالبون بمواجهة هذه المخططات والتي تندرج في اطار السياسة العدوانية التى ظلت الدولة العبرية تنفذها بالقدس الشريف منذ احتلالها عام 1967م بهدف تهويدها. فمن المؤكد ان المخطط الإسرائيلي له هدف واضح ، ويرمي لتدمير الاحياء الفلسطينية بالقدس الشريف، بتهجيرهم عنوة من اجل تكملة تهويد المدينة، وتضييق الخناق حول المسجد الاقصى، عبر سلسلة حفريات وانفاق، بدعاوى عدة مثل البحث عن هيكل سليمان المزعوم, او ادعاءات تجميل المدينة بانشاء حدائق للمستوطنين اليهود ، وان الهدف النهائي هو تهويد القدس، تمهيدا لضمها رسميا واعلانها عاصمة ابدية لدولة إسرائيل. لقد اصبح سكان القدس العرب يواجهون مصيرا مظلما ومأساة حقيقية بسبب تعرضهم لمضايقات إسرائيلية يومية من اغلاق للطرق والمعابر، واجبارهم على استخدام طرق بديلة طويلة للوصول الى منازلهم في اطار سياسة تهويد المدينة التى تمارسها السلطات الإسرائيلية على مراى ومسمع من العالمين العربي والإسلامي؛ ولذلك فليس هناك بديل الا التحرك الجماعي لانقاذ هؤلاء السكان وانقاذ المدينة المقدسة من التهويد وانقاذ المسجد الاقصى المبارك من الهدم. من الخطورة بمكان عدم التحرك لمواجهة الجرائم الإسرائيلية بالقدس الشريف، فليس من المعقول ان يسمح المجتمع الدولي لإسرائيل، بهدم 88 منزلا وتشريد 1500 من سكانها من اجل بناء حديقة، من المؤكد ان المخطط اكبر من بناء حديقة , وان إسرائيل استغلت الصمت الدولي والعربي والإسلامي، والخلافات الفلسطينية الفلسطينية، لتنفيذ مخطط تهويد القدس، وتغيير معالمها التاريخية، والتأثير على الوضع الديموغرافي، استباقا لأي مفاوضات سلام قادمة تشمل وضع المدينة المقدسة. ان المخطط الاسرائيلي الجديد حول القدس تترتب عليه عواقب وخيمة، باعتبار انه جريمة لا تقل عن مجزرة غزة التى ارتكبتها الدولة العبرية بحق الفلسطينيين وفشل المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الامن، حتى في ادانتها، ومن الواضح ان المخطط يمثل بداية لمخطط وبرنامج اشمل يهدف لترحيل سكان القدس العرب، كما انه يستهدف بصفة خاصة المدينة المقدسة والمسجد الشريف عبر التطويق بالمستوطنات اليهودية، وانه يقوض السلام والتعهدات التى قطعها الرئيس الامريكي الجديد ببدء سياسة جديدة تجاه مسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط.