أكدت عشرون منظمة حقوقية وسياسية إسرائيلية، أن الاحتلال يحرم الفلسطينيين في منطقة جنوب جبل الخليل من الماء كوسيلة للتطهير العرقي. والمنظمات التي أدانت ممارسات الاحتلال، هي" فوضويون ضد الجدار" ، و"بانكي" ، و"بات شالوم" ، و"كتلة السلام" ، و"اللجنة الإسرائيلية ضد هدم البيوت" ، و"اللجنة ضد التعذيب" ، و"مركز المعلومات البديلة" ، و"ترابط" ، و"يوجد حد" ، و"حداش" ، و"مقاتلون من أجل السلام" ، و"محسووم ووتش" ، و"ماكي" ، و"بروفيل حداش" ، و"صداقة رعوت" ، و"نساء من أجل السلام" ، و"أطباء من أجل حقوق الإنسان" ، و"تعايش" ، و"ميرتس". وأكدت هذه المنظمات -في بيان مشترك دعمته منظمات فلسطينية ودولية- أنها ستنظم عملا ميدانيا تضامنيا مع أهالي جنوب الخليل، السبت القادم ، بعنوان "معا نكسر الظمأ" ، لفضح ما أسمته استخدام ماء السماء للتطهير العرقي للفلسطينيين. وستزور قافلة الناشطين ضد الاحتلال جنوب الخليل، و قرى خربة جينبة: مركز وحلاوة وطابن وفخيت وطوبا. وتنوه المنظمات الإسرائيلية بالظروف القاسية التي يكابدها نحو 3500 فلسطيني يسكنون الخرائب والكهوف ، جنوب الخليل، يقتاتون على الزراعة والرعي، لافتة لأطماع إسرائيل في أراضيهم. وتؤكد الجمعيات الحقوقية، أن الاحتلال يتطلع لسلب مئات آلاف الدونمات في المنطقة من أجل خلق تواصل جغرافي حتى الخط الأخضر في محور خط عراد عين جدي. وتؤكد المنظمات أن إسرائيل تسعى لتطبيق مخططاتها بتطهير منطقة جنوب الخليل من سكانها الأصليين من خلال التنكيل بهم بوسائل شتى كإصدار مراسيم قضائية، وهدم المنازل والطرقات، وردم الآبار، وإتلاف المحاصيل الزراعية والإعلان عن أماكن واسعة مناطق عسكرية مغلقة ممنوعة الدخول. كما تستخدم إسرائيل -حسب هذه المنظمات- المستوطنين المتطرفين كذراع طولى للمس بالفلسطينيين بالاعتداء الجسدي عليهم واقتلاع أغراسهم وتدمير مزروعاتهم. وتوضح المنظمات الإسرائيلية أن المجمعات الفلسطينية في المنطقة الواقعة شرقي شارع 317 ، محرومة من شبكات الدورة المائية ، فيما تنعم المستوطنات المجاورة بماء وافر تزوده شركة المياه الإسرائيلية "مكوروت". وفيما يعمل المستوطنون هناك بالزراعة داخل دفيآت تستهلك كميات كبيرة من الماء ، علاوة على مساحات العشب الأخضر في ساحات منازلهم ; تنفق أعداد كبيرة من مواشي الفلسطينيين عطشا مما يهدد أرزاقهم. وإزاء هذه الحالة، ترتهن معيشة الفلسطينيين في المنطقة بماء السماء وبآبارهم وبصهاريج مياه يتم ابتياعها بسعر باهظ يصل نحو 15 دولارا للمتر المكعب الواحد. وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن معدل استهلاك الفلسطيني في الضفة الغربية يبلغ 66 لترا من الماء يوميا ، أما في جنوب الخليل، فينخفض إلى 15 لترا فحسب، فيما يستهلك الفرد في المستوطنات، وداخل إسرائيل 236 لترا في اليوم. وتذكر المنظمات الحقوقية أن النقص بالماء يعيق سير حياة الفلسطينيين، ويتسبب لهم بعذابات، ويهدد مصادر معيشتهم ؛ وتشير إلى أن أصحاب المواشي يضطرون للترحال نحو مناطق يطا وكرمل بحثا عن الماء. واختتمت المنظمات بيانها المشترك بالتأكيد على أن تزويد الفلسطينيين بالماء، ليس منّة ، بل حق وواجب دستوري وأخلاقي، يعتبر انتهاكه مخالفة خطيرة للقانون الدولي. وستشمل القافلة الاحتجاجية عددا من صهاريج المياه المقطورة بالجرارات السبت القادم من أجل لفت أنظار الرأي العام في إسرائيل والعالم لحرمان الفلسطينيين من حقهم بالماء. يشار إلى أن المنظمات المذكورة ، قامت بقافلة مياه مشابهة لقراوة بني زيد قبل نحو الشهرين، وتستعد لعمل مشابه في منطقة الغور ، حيث اشتدت أزمة النقص بالماء جراء انتهاكات الاحتلال، وتمييزه بين السكان الأصليين والمستوطنين.