واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها على الشعب الفلسطيني مخلفة شهداء وجرحى وعددا من البيوت المهدمة، كما أغلقت جامعتين وحرمت آلاف الطلبة من إكمال دراستهم الجامعية. فقد فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية حظر التجول على مدينة جنين والقرى المحيطة بها. ووسعت نطاق توغلها في المدينة مما أدى إلى استشهاد ربحي زكارنة(42 عاماً)، وهو مختل عقيا، في بلدة قباطية شمال الضفة الغربية برصاص جنود الاحتلال بعد إطلاق النار عليه من مسافة قريبة. وفي نفس البلدة نسفت قوات الاحتلال منزلاً ف بعد ساعات من محاصرته واعتقال من كان بداخله. كما استشهد كل من الفتى هزاع قاسم شديد (16 عاماً) من مدينة طولكرم، والفتى محي الدين محمود حمزة (16 عاماً) من مخيم طولكرم، بنيران قوات جنود جيش الاحتلال الذي فرض حظر التجول المشدد في المدينة. وفي مدينة قلقيلة شنت قوات الاحتلال حملات اقتحام ومداهمة لمنازل المواطنين مخلفة وراءها خرابا في هذه البيوت. وفي مدينة القدسالمحتلة قامت قوات الاحتلال بهدم وإغلاق عدة منازل بحجة مشاركة أصحابها في أعمال المقاومة. وكانت محكمة إسرائيلية قد صادقت قبل عشرة أيامك على هدم بيوت أفراد خلية سلوان التابعة لحركة حماس المعتقلين في السجون الإسرائيلية. من جهة أخرى أغلق جيش الاحتلال في وقت مبكر من فجر الأربعاء 15-1-2003م جامعتين فلسطينيتين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية. وصدر القرار العسكري الإسرائيلي بإغلاق جامعتي "بوليتكنك فلسطين" و"جامعة الخليل" لمدة أربعة عشر يوما، قابلة لتجديد لمدة ستة أشهر وبحجة مشارة طلابها في الانتفاضة. وعقب انتشار نبأ الإغلاق توافد الطلبة على الجامعتين واعتصموا أمام البوابات الرئيسية لها، ثم جرت مواجهات مع قوات الاحتلال التي فرضت حظر التجول على حي جامعة الخليل وأطلقت القنابل المطاطية والصوتية والغازية على الطلبة المعتصمين. من جهتهم عقد ممثلون عن إدارتي الجامعتين اجتماعا تم خلاله تشكيل لجنة تنسيق ستعمل على إجراء الامتحانات بأسرع وقت ممكن حتى لا يفوت الفصل الدراسي للطلبة. وأصدرت اللجنة بيانا استنكرت فيه قرار الإغلاق، وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والأمم المتحدة التدخل لوقف تنفيذ هذا القرار. كما أبرقت اللجنة برسائل إلى "الأصدقاء في الداخل والخارج، والمؤسسات التعليمية والإنسانية في العالمين الإسلامي والعربي، ومنظمة اليونسكو، واتحاد الجامعات العالمية والعربية واتحاد جامعات حوض البحر المتوسط"، مطالبة "بالتدخل السريع لوقف هذا العقاب الجماعي على الجامعين". وأعلنت اللجنة عن سلسلة من الأعمال الاحتجاجات كالاعتصام أمام الجامعتين بمشاركة فعاليات الخليل، ومحبي السلام، وتنظيم مسيرات سلمية ضد القرار الجائر بمنع الطلبة من التعليم. الخليل – عوض الرجوب