احتج عدد من المواطنين القاطنين بمدينة الوطية، في إقليمطانطان، على عدم إنجاز مشروع التطهير السائل ومدّ قنوات الصرف الصحي في أحياء المدينة. ويأتي احتجاج الساكنة أمام مقر المجلس البلدي للوطية أول أمس بعد أن فقدت أسرة واحدة ثلاثة من أفرادها دفعة واحدة بسبب «غرقهم» واختناقهم وسط حفرة مخصّصة للمياه العادمة المنزلية كانوا بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليها، بعد حفرها بجوار حفرة قديمة لم تعد تستوعب المزيد من المياه العادمة. ومباشرة بعد هذا الحادث المأساوي، الذي أودى، قبل أسبوع، بحياة أب الأسرة، البالغ من العمر 56 سنة، وابنيه، البالغين من العمر، على التوالي، 27 سنة و34 سنة، عاد الحديث في الأوساط المحلية عن التأخر الكبير وغير المبرّر لإنجاز مشروع الصرف الصحي في المدينة، والذي ظلّ يراوح مكانه فوق مكاتب المسؤولين على مدى أكثر من 7 سنوات. وسجّل المتابعون للشأن المحلي في المنطقة المفارقة الحاصلة بين الخطابات الداعية إلى تأهيل المنطقة لاحتضان مشاريع سياحية كبرى وتأهيلها اقتصاديا من خلال استثمار أهم الموانئ الوطنية وبين الواقع الحقيقي الذي ما يزال المواطنون في ظله يعتمدون على إنجاز الحفر في ظروف تهدّد سلامتهم. ولدى اتصال «المساء» برئيس بلدية الوطية، نافع الوعبان، ربط هذا الأخير عدم إنجاز مشروع التطهير السائل في المدينة بتأخر الدراسات وتعثرها، فضلا على إشكالية التمويل، حيث تُقدّر تكلفة الإنجاز بحوالي خمسة ملايير سنتيم، وأوضح المتحدّث أن جهودا تم بذلها من أجل إنجاز هذا المشروع قريبا بعد الدخول في شراكة مع وكالة الجنوب ووزارة الداخلية والمكتب الوطني للماء، مشيرا إلى أنه تم نشر طلبات العروض عبر الجرائد الوطنية. يُشار إلى أن احتجاج ساكنة الوطية لم يقتصر على إشكالية الصرف الصحي فقط، بل دعت بعض الشعارات إلى النهوض بقطاع الصيد البحري التقليدي وتوفير خدمات صحية في المستوى، بالنظر إلى تدني خدمات قسم المستعجلات والإسعاف، إضافة إلى إلحاح المواطنين على إنشاء دائرة أمنية لمواجهة ظواهر تنامي الجرائم والاعتداءات التي تهدّد أمن الساكنة، فضلا على المطالبة بفك العزلة عن الأحياء المهمّشة (حيي المخيم والسوق القديم).